- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تونس: صراع بين الصحافة وحركة النهضة…

قرر صحافيو “دار الصباح” التونسية الخاصة، تنفيذ اعتصام مفتوح في مقر عملهم، احتجاجا على تعيين الحكومة التي ترأسها حركة “النهضة” الإسلامية مديراً عاماً جديداً للدار يقول الصحافيون إنه موال للحركة.
وأعلنت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين (غير حكومية) والنقابة العامة للثقافة والإعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، أعرق منظمة نقابية في البلاد، في بيان الأربعاء، أن صحافيي وعمال “دار الصباح” قرروا إثر اجتماع عقدوه اليوم “الدخول في اعتصام مفتوح بالدار لحين الاستجابة لمطالبهم مع مواصلة السير العادي لعمل المؤسسة وصدور صحفها”.
وتصدر “دار الصباح”، التي تشغل نحو 200 شخص، صحيفتين يوميتين هما “الصباح” و”لو تان” الناطقة بالفرنسية، وصحيفة أسبوعية هي “الأسبوعي”.
وأورد بيان النقابتين أن المحتجين “جددوا رفضهم للتعيينات المسقطة والتدخل في شؤون التحرير لصحف المؤسسة، وكذلك لكل القرارات الصادرة عن (لطفي التواتي) المدير العام المنصب” من قبل الحكومة.
وبحسب البيان، عبر المحتجون أيضا عن “رفضهم تعيين (رؤوف شيخ روحو) الرئيس الحالي لمجلس الإدارة، الذي كان سببا في السابق في العديد من الأزمات التي عاشتها المؤسسة، وتنديدهم بالانقلاب الحاصل في مجلس الإدارة والضغوط والتهديدات التي يتعرض لها العديد من العاملين”.
وحددوا يوم 11 أيلول المقبل تاريخا “مبدئيا” للإضراب عن العمل.
وتعهد رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي، بأن يتولى المدير العام المنصب الشؤون الإدارية للمؤسسة وألا يتدخل في شؤون التحرير، لكن منظمة “مراسلون بلا حدود” ذكرت في بيان الأربعاء، أن التواتي “أقصى” الاثنين الماضي ثلاثة رؤساء تحرير “بشكل تعسفي” و”أصدر قائمة اسمية للأشخاص المخول لهم بكتابة افتتاحية الصحيفة”.
واتهمت “مراسون بلا حدود” الأربعاء، حكومة حمادي الجبالي بـ”الاستمرار في انتهاك استقلالية وسائل الإعلام العمومية كما لطالما فعلت منذ توليها مهامها، متبنية بشكل نهائي الأساليب التي دائما ما كانت مشجوبة في عهد زين العابدين بن علي”.

وكانت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين (غير حكومية) قد اتهمت لطفي زيتون، عضو حركة “النهضة” الإسلامية الحاكمة والمكلف بملف الإعلام والصحافة في رئاسة الحكومة، بقيادة “حملة تحريض وتهييج شعبي” ضد الصحافيين، فيما دعا رئيس حزب سياسي معارض إلى “إعفاء” زيتون من مهامه.
واستنكرت النقابة في بيان “التصريحات المتتالية للمستشار السياسي. سواء عبر وسائل الإعلام أو في لقاءاته المباشرة مع قواعد (حركة) النهضة في إطار حملته الرامية إلى التشويش على النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والتشكيك في نضاليتها وتحريف مواقفها وتشويه صورتها”.
وقالت “تحمل هذه التصريحات غير المسؤولة والتي تتنافى وموقعه كمسؤول حكومي اتهامات لا أساس لها من الصحة مثل تصنيف النقابة في خانة المعارضة الراديكالية والدفاع عن الفاسدين والتستر عليهم والصمت على الأخطاء المهنية المخلة بأخلاقيات المهنة”.
ونبهت النقابة إلى أن “بعض تصريحات” لطفي زيتون “تحمل تحريضا ضمنيا عليها (النقابة) وعلى الصحافيين (وتدخل) ضمن حملة تهييج شعبي قد تشكل خطرا على سلامتهم”.
وطالبت النقابة المستشار السياسي “بضرورة الاعتذار للنقابة ولعموم الصحافيين” التونسيين، وقالت إنها “تحتفظ بحقها في تتبعه أمام القضاء”.