- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سفوح جبل الشيخ تستضيف مهرجان الهبارية

جنوب لبنان ــ معمر عطوي
في ليالٍ صيفية خففت نسمات الهواء العذب من حرّها الشديد، تابع أهالي بلدة الهبارية الواقعة في الجنوب الشرقي من لبنان(العرقوب)، فعاليات «مهرجان الهبارية السنوي»، فيما كان جبل الشيخ المطل على القرية يرصد حركة الفنانين الهواة، وهو ينظر بشموخ نحو المقلب الآخر من سفحه حيث الجولان السوري المُحتل وخلفه فلسطين.
أما نهر الحاصباني الذي ينبع من منطقة لا تبعد سوى بعض الكيلومترات من القرية الواقعة في قضاء حاصبيا، فقد تراقص بما تبقى فيه من مياه جارية مع «الدبيكة» وأنغام «مُنجارة» الراعي التي ألهبت الحفل الساهر على مدى ثلاثة أيام.
أنواع فنية متعددة شاهدها أهالي الهبارية وبعض ضيوفهم من القرى المجاورة وغيرها، في باحة معبد بعل جاد التاريخي الذي يعود لأيام الرومان؛ فرقة الهبارية للدبكة والتراث، وفرقة حسين يوسف الفنية، قدمتا عروضاً رائعة رغم حداثة بعض أعضائها في هذا المجال، أما فرقة صبا للإنشاد الديني فقد قدّمت أناشيداً ترضي ذائقة شريحة واسعة من المتدينين في القرية المُحافظة، كذلك ذكّرت فرقة الكوفية الفلسطينية، الحاضرين بالقضية المركزية وبمنطقة العرقوب خلال السبعينيات، حين كانت تسمى منطقة العرقوب «فتح لاند» لتمركز الفصائل الفلسطينية المُقاومة في ربوعها آنذاك كمنطلق للعمليات النوعية الى فلسطين المحتلة.
اللافت في مهرجان الهبارية في كل سنة حضور عناصر من حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمتواجدة في المنطقة منذ العام 1978، فقد حضرت فرقة فنية من الكتيبة الهندية بزيّها التقليدي وقدمت إحدى فقرات المهرجان.
كما شارك إبن بلدة شبعا المجاورة، الفنان بهاء العلي، فيما كان نجم المهرجان «العم» أبو يوسف بركات بشاربيه العريقين وقهوته العربية التي عبقت بالمكان، وكان المشارك الأول في صفوف الدبكة.
لقد تميزت الأعمال الفنية بمسرحيتين خلال فعاليات المهرجان الفني الثقافي الاجتماعي، بعنوان «منفى في ذاكرة»، و«الغربة مضيعة النسب»، من تأليف الكاتب سامر منصور.
كذلك وقّع منصور ديوانه الشعري المًغنى «ذاكرة في سحاب»، فيما وقّع الأستاذ الجامعي الدكتور سليم منصور، أربعة كتب قام بنشرها خلال السنوات العشر الأخيرة.
يُذكر أن سامر منصور كان قد وقع روايته الأولى في مهرجان العام الماضي بعنوان «ذاكرة الأوراق الآثمة».
أما الفنان الشاب بسام أبو همين فقد اعتذر عن توقيع كتابه «المُهرّج» لأسباب تتعلق بتنظيم حفلات التوقيع، مع العلم أن أبو همين فنان تشكيلي أيضاً كان يشارك في كل مهرجان بلوحات جميلة رسمها بريشته.
وكانت فقرة «قعدة الختيارية» من أجمل الفقرات التي جذبت الجمهور الى «سوالف» الكبار وقصصهم الممتعة.
كلمات المنظمين ألقاها عدد من الشباب، الذين شاركوا في إنجاح هذه الاحتفالية، حيث قدّمت الإعلامية جومانة يوسف، نبذة عن أعمال المهرجان في كلمة افتتاحية. ثم ألقى رئيس البلدية عطوي عطوي، كلمة أشاد فيها بلجنة المهرجان وشكر لها جهودها.
وألقى رئيس اللجنة لهذا العام مرهج نجم، كلمة تحدث فيها عن العمل الذي قام به المنظمون من كافة الفئات الاجتماعية والجمعيات الأهلية في القرية، مُشيداً بكل من شارك وساهم في دعم المهرجان وإنجاحه. وشدد على أهمية الدور السياحي والإنمائي والثقافي للقرية، التي يوجد بها آثار قديمة أهمها برج «بعل جاد».
وعلى هامش المهرجان، تم تقديم بعض المأكولات القروية مثل القمح المسلوق على الحطب ومناقيش الصاج والقهوة العربية الأصيلة، اضافة الى معرض لبعض الأدوات الزراعية والمعدات والأواني التراثية.