- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا تدفن مبادرة مصر بعد خطاب مرسي

نعى رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي المبادرة المصرية لحل الازمة في سوريا بعد كلمة الرئيس المصري محمد مرسي في الجلسة الافتتاحية لقمة حركة عدم الانحياز في طهران، مؤكداً ان “مبادرة مرسي قد تم وأدها”، منتقداً كلمة الرئيس المصري و”التدخل الذي تضمنته في الشأن السوري”، معتبراً ان مرسي قد “تحدث بصفته رئيسا للقمة السابقة لكنه لم يراع ميثاق الحركة بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى”.
وقال الحلقي في تصريح خاص لقناة “العالم” ان سوريا تنظر بكثير من التفاؤل لما يمكن ان تخرج به القمة من توصيات، مضيفا ان حركة عدم الانحياز انجزت الكثير من الملفات خلال السنوات الخمسين الماضية، لكنها تواجه هي واعضاءها المزيد من التحديات في ظل نظام عالمي جديد، وازدواجية المعايير حيال قضايا الارهاب والامن العالمي وغيرهما.
واشار الحلقي الى ان لبلاده وجهة نظر ستقدمها لكل وسائل الاعلام وفي ورقتها على جدول اعمال القمة، واصفا ما يجري في سوريا بأنه “عمل ارهابي منظم، تدعمه قوى خارجية على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وبعض الدول العربية مثل قطر والسعودية وبعض الدول الاقليمية مثل تركيا”.
واوضح “لا يراد لهذا البلد (سوريا) ان يسير في مسيرة الاصلاح السياسي الى الامام، معتبرا ان بلاده قطعت اشواطا كبيرة في ذلك”، مشيرا الى ان حكومته وافقت على كل مبادرات الحل بدء من مبادرة كوفي انان “لكن لا يراد لهذه المبادارت ان تشق طريقها الى النور وتؤدي الى النتائج المرجوة”.
قوى تدعم الارهاب ولا تري المسلحين في حوار مع النظام وتابع رئيس الوزراء السوري “هناك قوى تدعم المجموعات المسلحة وتقدم لها المال والسلاح والتدريب والمأوى، ولا تريد لهذه المجموعات ان تدخل في عملية حوار سياسي مع الحكومة السورية”.
وانتقد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بعض الكلمات خلال القمة وما ورد فيها من اشارات للازمة السورية، وقال ان هناك “ازدواجية في المعايير والاراء، وبين بعض الوفود نفسها”، معتبرا ان ذلك تبلور بوضوح في كلمة الرئيس المصري محمد مرسي.
واشار الحلقي الى ان مرسي “تحدث بصفته رئيسا للدورة السابقة لقمة عدم الانحياز لكنه لم يتمسك بالمبادئ التي تم انشاء الحركة عليها، حيث كان حديثه موجها بشكل سلبي الى ما يجري في سوريا، بدل ان تكون مصر حاضنة للحل العربي والتوجهات السلمية لمنع سفك الدم السوري”.
وتابع رئيس الوزراء السوري قائلاً “كان من الواضح في كلمة مرسي اشارته للتدخل في الشأن السوري من طرف واحد، ولم يلامس حقيقة ما يجري في سوريا”، معتبرا ان ما تحدث به مرسي “مجاف للحقيقة”.
واعتبر الحلقي ان مبادرة مرسي “قد تم وأدها بعد كلمته في القمة، لكن هناك توجها اخر لانشاء ترويكا تضم ايران وفنزويلا ومصر لبحث مخارج وحلول للازمة السورية”، معربا عن امله في ان تلامس هذه الترويكا كل ما يتعرض له الشعب السوري من تحديات واعمال ارهابية تقف خلفها دول معروفة لا تريد ان يصل المسار السياسي الى تسوية سلمية بين كل الاطراف.