اقر وزيرا الخارجية البريطاني وليام هيغ والفرنسي لوران فابيوس الخميس بان اقامة مناطق عازلة في سوريا لحماية اللاجئين تنطوي على مشاكل كبيرة، واعلنا مساعدات انسانية اضافية للمدنيين السوريين.
وفي مؤتمر صحافي، لم يخف هيغ وفابيوس صعوبة توحيد موقف اعضاء مجلس الامن الدولي في شان هذا الاقتراح الذي دفعت به تركيا مع تدفق مزيد من اللاجئين السوريين الى اراضيها.
وقال هيغ للصحافيين قبل اجتماع لمجلس الامن الدولي حول الازمة السورية “في ما يتعلق بالمناطق العازلة، لا نستبعد اي خيار مستقبلا”، لكنه تدارك ان “هذه الفكرة تصطدم بصعوبات كبيرة”.
واعتبر فابيوس ان “كل شيء مطروح” ولكن ينبغي “النظر الى الوقائع”، موضحا انه لحماية هذه المناطق لا بد من “وسائل عسكرية كبيرة” وقرار تصدره الامم المتحدة بهدف “التحرك على اساس الشرعية الدولية”.
وهنا اضاف هيغ “ثمة فرصة ضئيلة ليوافق مجلس الامن” على هذا الامر بسبب معارضة روسيا والصين.
ودعا فابيوس الى “درس تنوع الحلول” والافادة من كون المعارضة السورية المسلحة تسيطر على بعض الاراضي، وخصوصا في شمال سوريا قرب الحدود التركية. وقال “نامل في ان نقدم مساعدتنا الى هذه المناطق المحررة باشكال مختلفة”.
وفي الانتظار، اعلن الوزيران تقديم مساعدة انسانية اضافية.
واوضح هيغ ان ثلاثة ملايين جنيه استرليني (4,75 ملايين يورو) ستضاف الى 27,5 مليونا سبق ان رصدتها لندن، فيما اعلن فابيوس ان “خمسة ملايين يورو” (6,2 ملايين دولار) ستضاف الى عشرين مليون يورو كانت لحظتها فرنسا.
واكد فابيوس ان هذه المساهمة الفرنسية الجديدة ستقدم “الى المناطق المحررة (في سوريا) كاولوية”.
وامل الوزيران بان يعقد اجتماع سريعا للنظر في تمويل وكالات الامم المتحدة الناشطة في سوريا والتي تتلقى فقط تمويلا يغطي نصف حاجاتها، داعيين الى مساهمات اضافية في هذا السياق.
وقال هيغ ان فرنسا وبريطانيا “تدعوان الى مساهمة ملحة وسخية في الجهد الانساني للامم المتحدة”.
وتقول الامم المتحدة ان 1,2 مليون نازح في سوريا يقيمون حاليا في مبان عامة بينها مدارس، فيما تاثر 2,5 مليون شخص بهذا النزاع. ولم تنجح المنظمة الدولية حتى الان سوى في جمع 92,4 مليون دولار من اصل 180 مليونا تحتاج اليها لمساعدة هؤلاء المدنيين.
وقد تحدث الوزيران البريطاني والفرنسي قبل اجتماع لمجلس الامن سيركز على الوضع الانساني في سوريا.
ورغم استمرار شلل المجلس، شدد فابيوس وهيغ على وجوب الا يبقى المجتمع الدولي عديم التحرك في مجالات اخرى على غرار المجال الانساني. وقال فابيوس ان “رسالة فرنسا الى الشعب السوري واضحة: الاسد سيسقط لكننا لن ندعكم تسقطون”.
وطالب الوزير الفرنسي بمساعدة المعارضة السورية على “توحيد صفوفها” موجها “نداء جديدا لحصول انشقاقات”.
بدوره، دعا نظيره البريطاني “انصار الاسد الى اخذ مسافة من النظام او الاستعداد للرد على خطوات للنظام”، ملمحا الى امكان اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية.
لكن اللجوء الى هذه المحكمة يتطلب قرارا من مجلس الامن، الامر غير المرجح في ظل العرقلة من جانب روسيا والصين.