- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

النسبية وراء استعداد جنبلاط لـ«انقلاب على تحالفاته الأخيرة»

باريس ــ بسّام الطيارة
لقاء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة السابق، النائب سعد الحريري، كان «الحدث اللبناني» في باريس الذي تابعته أعين المراقبة لأنه أولاً يمثل أول لقاء لهما منذ كانون الثاني/ يناير ٢٠١٠، ثانياً لأنه لقاء تم على مرحلتين وكأن الثقة كانت مترددة قبل الاستراحة بين الزعيمين، رغم بيان الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني على موقعه الذي شدد على «علاقة النضال والصداقة بين الرجلين». ولكن البيان أقر بأن «الخلافات والتباينات» موجودة.
اللقاء المنتظر منذ «تكويعة» جنبلاط بعد انطلاق الثورة السورية حصل. ولكن، قبل أن يحصل كانت هناك ضرورة للتحضيرات فاجتمع نادر الحريري وغطاس خوري لتبيان نقاط التوافق ونقاط التباين، وهذا «اللقاء التحضيري المسبق» يقول الكثير حول «الحذر المتبادل بين الرجلين» والذي يعود إلى «دقة الوضع في لبنان».
التسريبات لم تنتظر ساعات طويلة قبل أن تخرج لتؤطر اللقاء ونتائجه في نقطتين: ١- اللقاء تم تحت عنوان دعم الثورة السورية ٢- التوافق على القانون الانتخابي ورفض النسبية في هذه المرحلة. إلا أن كل نقطة من النقطتين تخبئ وراءها كماً من التحولات.
أولا التوافق على دعم السورية لن يتم على حساب السلم الأهلي في لبنان الواجب الحفاظ عليه أياً كان الثمن الذي على الطرفين دفعه من رصيدهما لدى شرائح مؤيديهما. إذا هو اعتراف من الزعيمين بأن سياسة «النأي» سالكة ويمكن تأييدها وبالتالي من المنتظر أن تشهد قاعدتاهما ضغوطاً لتخفيف حدة خطاب دعم الثورة وتوجيهه نحو «الحدث السوري» والابتعاد عن محاكاة الوضع اللبناني عبره.
إلا أن هاجس السياسة الداخلية الذي كان محور النقطة الثانية حمل الكثير من «الجديد» الذي يمكن اعتباره «تحضيراً لانقلاب الزعيم الدرزي على تحالفاته الأخيرة»، رغم أن مصدراً مقرباً من جنبلاط شدد على ضرورة عدم «زرك الميقاتي وسليمان».
يمكن استشفاف الانقلاب الجنبلاط على تحالفة «المرحلي» مع حزب الله عبر التبريرات التي أعطيت لعدم القبول بالنسبية في المرحلة الحالية. وحسب قول مصدر مقرب من جنبلاط لأسباب رفض النسبية، فإن تحليل الزعيم الدرزي هو «أن حزب الله يسعى للفوز بالانتخابات بقوة أياً كان القانون». ويتابع المصدر «حزب الله عينه على مجلس النواب». إذا فإن توافق الحريري وجنبلاط على رفض النسبية اليوم مبني على «رفض قوى الأمر الواقع»، وهو بحد ذاته قاعدة انطلاق الانقلاب الجنبلاطي.
ويفسر المصدر بأن «جنبلاط ليس خائفاً على زعامته أياً كان القانون الانتخابي»، ولكن جنبلاط يؤكد لزائريه بأن «اتفاق الطائف ذكر النسبية ولكن بعد إلغاء الطائفية السياسية… وهو ما لم يحصل». ومن وجهة نظر «لبنانية» فإن «المحاصصة في لبنان موجودة وسوف تبقى إلى زمن طويل» بانتظار عملية إصلاح سياسي شامل كما طالب منذ أربع عقود ونيف «الزعيم كمال بك جنبلاط عبر تجمع القوى الوطنية والتقدمية».