- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا تنقل مساعداتها إلى الداخل السوري

باريس – بسّام الطيارة

بهدوء ومن دون ضوضاء بدأت باريس بتفعيل خط مواز لمقاربتها للملف السوري، وهو خط يمتد مباشرة نحو الأراضي السورية من دون المرور بالمجلس الوطني السوري ولا بالمعارضات المنتشرة بين القاهرة وأنقرة مرواً بالعواصم الغربية.

«التدخل» الفرنسي وبتوجيه «مباشر» من الرئيس فرنسوا هولاند بات يستهدف «المواطنين السوريين» مباشرة في الأراضي السورية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. وهدف باريس هو دفع «المناطق المحررة» نحو «إدارة ثورية» أي أن تدير نفسها بنفسها. كما لا تتردد باريس على لسان ديبلوماسي عال من الإشارة إلى «إمكانية تسليح هذه المناطق لتدافع عن نفسها» ،لم يتردد مصدر فرنسي عالي من الحديث عن «مدفعية ثقيلة لرد الجيش النظامي».

ولا تكتفي باريس بالـ«حديث عن مناطق محررة» بل قامت الأجهزة الفرنسية بتحديد مناطق في الشمال والجنوب والشرق تقول إنها خرجت عن سيطرة الرئيس بشار الأسد مما يتيح فرصة للمجتمعات المحلية لحكم نفسها بنفسها دون ان يشعر السكان بالحاجة الى النزوج عن سوريا.

وتضع باريس نصب عينيها ما حدث في العراق عندما انهار نظام صدام حسين وتجنب الفوضى، وقال مصدر مقرب جداً من الملف السوري إن «المناطق التي فقد النظام السيطرة عليها مثل تل رفعت (شمالي حلب) التي يقول المصدر إنها «حررت قبل خمسة اشهر» ويشدد على أنها «أنشأت مجالس ثورية محلية لمساعدة السكان واقامة ادارة لهذه البلدات».

وأضاف المصدر إن فرنسا -التي وعدت في الاسبوع الماضي بخمسة ملايين يورو (6.25 مليون دولار) اضافية لمساعدة السوريين- بدأت في تقديم المساعدة والمال في نهاية الاسبوع الماضي (آخر اسبوع في شهر آب/أغسطس)، وقد تم توزيعها الى خمس سلطات محلية في ثلاث محافظات وهي دير الزور وحلب وادلب، والتي يعيش نحو 700 ألف شخص فيها.

واعترف المصدر بأن بعض المناطق، رغم المساعدات الفرنسية، لا تزال تتعرض لقصف متقطع من جانب القوات السورية، لكن احتمال سقوطها ثانية في يد الحكومة مستبعد بشكل كبير. وقال إن الناس في هذه المناطق «طلبوا اسلحة مضادة للطائرات». ولم يتردد  المصدر من القول إنه «امر نعمل عليه بشكل جاد لكن له عواقب خطيرة ومعقدة. نحن لا نهمله». وبالطبع فإن المصدر يعترف بأن  إقامة مناطق حظر طيران تتطلب  الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة للقيام بهذا العمل غير أن معارضة روسيا والصين اوإمكانية استعمال حق النقض في المجلس، يجعل من هذا الأمر شبه مستحيل.

إلا أن مسألة الأسلحة وتسليح المعارضة تشكل معضلة تبدو مستعصية أمام دوائر القرار الغربية وقال المصدر «ليس الامر سهلا» وتابع معترفاً «حدث نقل لأسلحة انتهى بها الحال في مناطق مختلفة مثل الساحل» واستطرد بأن «كل هذا يعني اننا نحتاج للعمل بشكل جاد».

وقال المصدر إن باريس كثفت من حوارها مع مقاتلي المعارضة في الاسابيع الماضية رغم انه أكد «حتى هذه المرحلة لا يقوم مستشارون عسكريون فرنسيون بمساعدتهم» على عكس ما تؤكده مصادر متعددة ومنها صحيفة «الكنار أنشينيه» الاسبوعية.

إلا أن المصدر كشف أن فرنسا تعمل على تنمية العلاقات بين المعارضة السياسية السورية والمنشقين ومقاتلي المعارضة في إشارة إلى دعوة فرنسا المجلس الوطني السوري لتوسيع قاعدته والانفتاح على التيارات الأخرى خصوصاً المتواجدة في الداخل السوري.