- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خطأ تكميم الأفواه

جمانة فرحات
تحفظات كثيرة يمكن تسجيلها على أداء القنوات التلفزيونية الرسمية السورية وقناة الدنيا المقربة من النظام. انحياز هذه المحطات للنظام السوري لا يمكن لعاقل انكاره، إن من خلال المصطلحات المستخدمة في وصف المحتجين منذ بداية الأزمة أو في وصف المسلحين بعد تطور الأوضاع، أو حتى من خلال هوية الضيوف الذين استضافتهم المحطتان على مدى الأشهر الماضية. لكن جميع هذه المآخذ لا يمكن بطبيعة الحال أن تبرر حرمان المحطات من البث على القمرين الصناعيين «نايل سايت» و«عربسات». حجب الإعلام، بغض النظر عن هويته، أمر خطير. وتكريس «كم أفواه» القنوات المعارضة من قبل الجهة الأقوى أو الأكثر فاعلية على الساحة العربية او حتى الدولية من شأنه أن يترك تداعيات تضع جميع المحطات العربية مستقبلاً في دائرة الخطر.
الدفاع عن حق محطات التلفزيون السوري والدنيا في البث أياً كانت سياستهما هو في الدفاع أولاً وأخيراً عن حق الإعلام، كل الإعلام، في ايصال صوته. فلا أحد اليوم يمكنه اجبار طرف ما على مشاهدة محطة دون أخرى طالما أن جهاز التحكم عن بعد موجود ويسمح للمشاهد أن يتنقل بين المحطات التي يريدها، من دون أن يحق له تحت اي ذريعة حرمان الآخرين من الوصول إلى القنوات التي يعتقدون أنها تمثلهم.
ولذلك، فإن حرمان النظام من قنواته الاعلامية لا يمكن فهمه إلا في خانة تعميم رواية واحدة للأحداث في سوريا. وبغض النظر عن اي حجج قد تصاغ لتبرير قرار الحجب، فإن ترحيب المعارضة بالقرار يعكس تكراراً لنفس أساليب النظام، ويضاف إلى سلسلة الأخطاء المرتكبة من قبل بعض أطياف المعارضة، إن في ساحة المعركة أو حتى في الإعلام. وعلى الذين يرفعون شعار التغيير والديموقراطية، وينادون بسوريا الحديثة والبعيدة كل البعد عن أساليب حكم البعث، أن لا يقعوا في هذا الفخ.