- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عوامل صفقة تبادل الأسرى

غزة ــ سناء كمال
من الواضح أن عدة عوامل ساهمت في انجاح صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية بشكل مفاجئ، منها ما يتعلق بإسرائيل وأخرى بغريمتها حماس، وثالثة بالوضع العربي خاصة بعد الثورات الشعبية وتغيير النظم في البلاد العربية.
وكشفت صحيفة “هآرتس” أن من أهم العوامل عدم وجود خيار عسكري لإنهاء الأزمة, وموقف جهازي الشاباك والموساد, وتليين موقف حركة حماس, وانسداد أفق عملية السلام, إلى جانب الثورات في العالم العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدداً من مهندسي الصفقة الأساسيين شكلوا موقفاً ضاغطاً على رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنجازها، وبينهم رئيس الشاباك الجديد يورام كوهين, ووزير الدفاع إيهود باراك، وإلى جانبه رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بيني غانتس ورئيس الموساد تامير باردو. وأضافت أن القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري تلقى الضوء الأخضر من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لاتمام الصفقة بتليين مواقفه.
ومقابل ذلك، جاءت الجهود الحثيثة التي بذلها رئيس المخابرات المصرية مراد موافي, والوسيط الألماني جيرهارد كونرد.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي ورئيس جهاز الشاباك أكدا أنهما لا يستطيعان تنفيذ خطة عسكرية فعلية لإطلاق سراح شاليط. ووعد كوهين نتنياهو بأن يراقب الشاباك أفعال الأسرى “الثقال” بعد إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية ومنعهم من العودة إلى ماضيهم.
وتحاول إسرائيل ابعاد المخاطر الأمنية المرافقة للاتفاق، حيث تشترط إبعاد كبار الأسرى الذين تخشى أن بإمكانهم تطوير البنية التحتية لحماس بالضفة الغربية، وسيسمح فقط بعودة 103 أسير فلسطيني إلى الضفة, ومن ناحية إسرائيل فإن الضفة منطقة يمكن التحكم فيها.
ومن الواضح أن الوضع في العالم العربي ساهم بانجاز التبادل، بعدما فهم نتنياهو أن الوسيط الألماني قد استنفد كافة قدراته في إقناع حماس, كما أن مصير المفاوضات موجود حاليا بأيدي النظام العسكري الحاكم, وتخشى إسرائيل من ان هذا النظام سيفقد قدراته في الوساطة بعد عدة أشهر وسيكون تحت تأثير الإخوان المسلمين.
وعلى صعيد السلطة الفلسطينية كانت واشنطن تعارض إنجاز الصفقة في الماضي خوفاً على مكانة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وحركة فتح في الضفة الغربية, ولكن بعد توجهه إلى الأمم المتحدة زادت شعبيته وزالت معها مخاوف الحكومة الاميركية على مستقبلها السياسي.
وأخيرا أشارت الصحيفة إلى أنه بعد خمسة أعوام وأربعة أشهر من المفاوضات المستمرة هناك إدعاءات أن هذا الاتفاق يعتبر خضوعاً إسرائيلساً لشروط حماس, وأن الاتفاق سيمنح حماس انجازا تاريخيا يقوي موقفها، ولكن إسرائيل نجحت في إنجاز العديد من طلباتها وأن المفاوضات المتصلبة التي أدارتها طوال الفترة الماضية لها تأثير رادع.