- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب الشوارع الخلفيّة

زاوية حادّة
حسام كنفاني
خطف، قتل، قنص، قصف. مصطلحات عادت إلى المشهد اللبناني الذي بات على مشارف حرب أهليّة مقنّعة. حرب دارت رحاها خلال الأيام والأسابيع الماضية على مختلف الأراضي اللبنانية، التي إن لم تكن بأكملها بمنأى عن الاشتباكات العنيفة، إلا أنه لم يفتها مشاهدة إغلاق طرقات أو اعتصامات أو حوادث قتل فردية على خلفيات سياسية.
مشاهد بات اللبنانيون مضطرين للتأقلم معها، على اعتبار أنها الإرهاصات الأولى لم هو أسوأ آت لا ريب. فمهما تأخرت التداعيات السورية في الوصول إلى بلاد الأرز، إلا أن وصولها لا محالة بات أقرب من أي وقت مضى، وبأدوات هذه المرة مستجدة على الساحة، وإن أدوات مقنّعة أو بديلة لما هو معروف ومتعارف عليه بين القوى المتصارعة في لبنان.
من صيدا وأسيرها إلى الضاحية الجنوبية ومجالسها العشائرية العسكرية وصولاً إلى طرابلس وسلفييها. عناونين جديدة ظهرت للخضّات الأمنية المتنقلة في البلاد. عناوين لا يمكن اعتبارها منعزلة عن المزاج السياسي السائد في لبنان بقدر ما هي معبّرة عن انفلات مقصود داخل هذا المزاج، ومن أطرافه الفاعل، لتكون حرباً بالوكالة أو عبر شوارع مواربة للشوراع الرئيسية التي تقاتلت في ما بينها خلال معارك 7 أيار وما بعدها.
هل من الممكن التصديق أن اشتباكات طرابلس غير خاضعة لقرار سياسي لقوى «المستقبل» ومن لف لفيفها؟ وهل من الممكن الاقتناع أن ظاهرة الشيخ الأسير غير مرتبطة بقوى خارجية، هي نفسها من يرعى حالة 14 آذار اللبنانية؟ وهل من الممكن التصديق أن حالة آل المقداد وجناحهم العسكري هي خارجة عن قدرة حزب الله عن السيطرة المطلقة على الضاحية الجنوبية؟
كثيرة هي الأسئلة التي يثيرها المشهد اللبناني، ولا يزال. أسئلة تؤشّر إلى وجهة صراع في الشارع، لا يزال في مراحله المستترة، وعناوينه المستجدة، سواء من سلفيي طرابلس او آل المقداد أو أحمد الأسير، لكن الوقت قد لا يطول قبل إسدال الستار على حرب الشوارع الخلفيّة، وينتقل إلى المواجهة العلنية بالعناوين الصريحة غير المواربة. مواجهة تحكمها معايير التطورات في سوريا، التي بات حريقها في الداخل اللبناني.