كلاوس فيبير في “إن تركتني فلن آتي”: فنّ القطيعة مع الواقع

إميلي حصروتي

ترقّب لا يوصف يسود الأجندة الفنّية اللندنية مع اقتراب موعد المعرض القادم للفنّان كلاوس فيبير، ففي الثاني والعشرين من تشرين الأول/ اكتوبر 2011، وحتى الثامن من كانون الثاني/ يناير 2012، سيكون زوّار كاليري “نوتنغهام كونتومبراري” على موعد مع آخر ما أبدعته مخيّلة هذا الفنان، الألماني الأصل، وجمعه ضمن مجموعة مدهشة تحمل عنوان: “إن تركتني فلن آتي”.
من يكتشف كلاوس فيبير للمرة الأولى سيشعر بمتعة وتناقض شديدين تجاه الأعمال المعروضة، إذ أنها تقوم على نقض الحقائق كما نعرفها وعلى إعادة تكوينها لفتح فجوة ينفذ من خلالها الخيال ليرى ما كان يمكن ان يكون. وفي كاليري “نوتنغهام كونتومبراري” معروضات ستمكّننا بالفعل من الغوص أكثر في فكرة الشرخ الذي تحدثه رؤيته الفنية في أعمق معتقداتنا حول ما هو واقعي وطبيعي وحتمي. ففكرة التباين الساخر لضرب المفاهيم المتشاركة حول الطبيعة والمجتمع والعلوم تسيطر على نسق أعماله، إنه فنان يرفض الحقائق المعلبة ويسعى بأسلوبه لاستعراض جحود الطبيعة في المرّات التي تخرج فيها عن سيطرتنا.
في معرض “إن تركتني فلن آتي” ثمّة تركيب مثير للجدل جال على نيويورك قبل أن يستقرّ في لندن، و يحمل اسم: “شايب أوف ذي آيب”، إنه عرض يتعلق بقطعة فنّية ذائعة الصيت تعود للقرن التاسع عشر، وتمثل شمبانزي يجلس فوق كومة من الكتب ويتأمل في جمجمة بشرية. لقد أعاد كلاوس فيبير تقديم هذه المنحوتة بمادة الحديد لكنه فصل الرأس والأطراف ملقيا بها أرضاً ضمن تركيب ضخم يحتل المساحة، بينما 31 تمثالاً صغيراً مقلّداً للمنحوتة الأصلية تتوزع على عواميد زجاجية تحيط بها. يحاول فيبير أن يشير عبر رمزية خياره لهذه المنحوتة الى أننا نتشارك الكثير مع الشمبانزي الذي تنسبنا بعض النظريات إليه، ولكننا نختلف عنه بالقدرة على الابداع الفني والثقافة. الطريف أن هذه التماثيل المقلّدة قد حصل عليها الفنان من موقع المزادات “إي باي” وبعضها يمتلك قصصاً مشوّقة حول ظروف اقتنائها، معروضة بقربها ليطّلع الجمهور عليها.
سيترافق معرض كلاوس فيبير هذا مع معرض آخر يحمل عنوان: “هناك بالفعل!” يضم نحو مئتي قطعة فنية استعارها من مختلف المتاحف البريطانية، في خطوة تهدف لإبراز رؤية فنية تمتدّ من أقدم العصور حتى يومنا هذا.
NOTTINGHAM CONTEMPORARY
http://www.nottinghamcontemporary.org