- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الانتخابات البلدية.. “الدور على مين”!

فادي أبو سعدى

ما إن أعلنت الحكومة الفلسطينية موعد الانتخابات المحلية، “البلديات”، حتى سارعت العشائر والعائلات في المدن الفلسطينية لعقد اجتماعات في ما بينها، لتدارس أسماء مرشحيها، نعم، لا زالت الثقافة السائدة في البلد، هي ثقافة العشيرة، حتى أن الفصائل الفلسطينية “سقطت” أمام هذا النظام، وأصبحت تنتظر أسماء مرشحي العائلات للبدء بزيارتهم ومفاوضتهم حول الترشح، والمنصب، والرقم في القائمة، وغيرها الكثير.

ورغم نجاح “الشباب” في إطلاق وإدارة ثورة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك، تويتر ويوتيوب” في مصر، وخلع رئيسها، إلا أننا في فلسطين لا زلنا نبحث عن مرشحي العائلات، والأسوأ من هذا كله، هو أن الفئة العمرية المستهدفة من العائلات، تبدأ غالباً بما بعد “الخمسين”، أي دون اكتراث بإعطاء الشباب دورهم، أو حقهم الطبيعي في ممارسة هذا الدور تجاه بلدهم.

إن أسوأ ما يمكن تخيله في نظام العشائر السائد في البلد، هو قضية “الدور على مين”، وهذه القضية جعلت حتى الفصائل ترضخ بشكل عقيم، أمام هذا “الدور”، بانتظار اسم المرشح التابع للعائلة التي تعتقد بأنها تملك هذا الدور، وبالتالي تمارس هذا الحق “عنوة”، غير آبهة بأي تغيير يراد منه النهوض بالبلد.

ليست المشكلة في العشائر أو الفصائل، وإنما في أسلوبهما معاً في اختيار المرشحين لانتخابات البلدية، فهم لا يهتمون لما بعد الانتخابات، ولا بالعمل الذي ينتظرهم بعد “الفوز”، فالثقافة التي يسيرون خلفها، هي أن عائلتي يجب أن تمثل في البلدية ليس إلا، وهو ما حرم مدن وبلدات وقرى فلسطينية كثيرة، من التطور وتقديم أفضل الخدمات لأهلها وساكنيها.

هذا الأسلوب، وهذه الثقافة، يجب أن تندثر، ليس من جهة قطع الانتماء للعائلة أو الفصيل السياسي بالمطلق، وإنما من جهة حق الشباب في أخذ دورهم الطبيعي في مجتمعهم، دون الرضوخ لثقافة “القطيع” بأن يكونوا مرشحين من عائلاتهم، أو مجبرين على الانتماء لفصيل سياسي يصبغهم رغماً عنهم.

يجب على “الشباب” تجاوز مهاترات العائلات والفصائل، التي تحاول الوقوف في طريقهم عن طريق الترويج بأن ذلك “انشقاق”، أو “مؤامرة”، والعمل على تقديم “كتل شبابية” مستقلة للانتخابات المحلية، لأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه هي الخطوة الأولى.

يجب على الشباب عدم الالتفات لما يقال عنهم من الجيل الذي عفى عليه الزمن من عائلات وفصائل بأنهم “أول ما شطحوا نطحوا”، فخسائرنا من هذه المحاولة هي “صفر”، وأرباحنا من ذات الخطوة، هي الوقوف أمام العائلات والفصائل رافعين صوتنا “نحن هنا”، ولنا حق الترشح وممارسة دورنا في المجتمع والبلد، من منطلق أننا “نريد العمل، ونستطيع خدمة البلد”… فكفانا من الوقت ما قضيناه كـ”الغنم” وآن لنا أن نختار الحقل الذي نريد.