
«انقلع أيها الأحمق الثري»
يعتقد البعض أن «الربيع العربي» جاء بكلمة «ارحل» أو «دغاج» (dégage) بالفرنسية، ولكن في الواقع فإن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي هو الذي أطلق «نمط الأمر» هذا عندما رفض أحد المواطنين يده الممدودة للسلام فنهره قائلاً «إنقلع أيها الأحمق المسكين» (Casse toi pauv’con) وقالها بلكنة لغة الشارع أي بـ«بلع» مقطع لفظي كامل مختصراً كلمة «مسكين» (pauvre) بـ (pauv’)، دون أن يدري بأن كاميرات التلفزيون تصور مشهد بالصوت والصورة.

«ليبيراسيون» كما صدرت غداة نهر ساركوزي لمواطن فرنسي بـ« انقلع أيها الأحمق».
صحيفة «ليبراسيون» (Libération) نشرت على صفحتها الأولى صورة أغنى أثرياء فرنسا وأروبا «برنار أرنو» (Bernard Arnaud) وهو ماقف أمام حقيبة سفر مع مانشيت بخط كبير تقول « انقلع أيها الثري الأحمق»، وذلك رداً على خبر تقدم الميلياردير بطلب للحصول على الجنسية البلجيكية وهي خطوة فسرت برغبته في التهرب من دفع الضرائب التي ينوي الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند» (François Hollande) فرضها على أصحاب الثروات.
بالطبع لم يكن غائباً على مجلس إدارة تحرير الصحيفة اليسارية أن أرنو «مقرب جداً من ساركوزي» وأنه كان ضمن الشلة التي اجتمعت في المقهى الفاخر عشية الانتخابات عام ٢٠٠٧ للاحتفال بوصول ساركوزي إلى قصر الإليزيه.
وقد قرر رجل الأعمال التي قدرت ثروته بـ«٤١ مليار دولار» ما يجعله رابع أثرياء العالم بعد كارولس سليم وبيل غيتس ووارن بافيت، رفع دعوى على الصحيفة يتهمة القدح والذم.

انتشار الاستعمال المضالي للجملة الشهيرة
فما كان من الصحيفة إلا أن شددت على كونه من أصدقاء ساركوزي الذين استفادوا من قانون «الدرع الضرائبي» الذي أقره الرئيس السابق فور دخوله الإليزيه. وذكرت الصحيفة أيضاً بأنه بين الذين حضروا حفل «تتويج ساركوزي» إلى جانب المغني الشهير «جوني هاليداي» (Jonny Haliday) الذي رغم تسهيلات ساركوزي الضرائبية قرر نقل إقامته إلى بلجيكا تهرباً من دفع «القليل من الضرائب».
ورغم رفع الدعوى على ليبراسيون فإن أرنو أصدر بيان يؤكد نيته الاحتفاظ بإقامته في فرنسا وبالتالي دفع الضرائب التي من المتوقع أن يقرها البرلمان في الأسابيع المقبلة الذي سوف ينص على استقطاع ٧٥ في المئة على القسم من المدخول السنوي التي يتجاوز المليون يورو، سنويا.