- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خطط باريس لتوسيع رقعة المناطق المحررة لفرض حظر طيران فوقها

باريس – بسّام الطيارة
بدأت فرنسا تتحرك على أكثر من جبهة لتحريك الملف السوري بعيداً عن خط دفعه السابق. يقول مسؤول فرنسي كبير: لا نستطيع أن ننتظر نتيجة الانتخابات الأميركية، خصوصاً. ويكشف أحد المقربين من ملف سوريا أن ميخائيل بوغدانوف خلال لقائه مع «كبار موظفي الكي دورسيه» قد شدد على أن الموقف الروسي «بعد الانتخابات الأميركية سوف يكون مماثلاً لما هو عليه قبل الانتخابات». ومن هنا ترى باريس ضرورة حراك يأخذ بعين الاعتبار نقطتين: «١- إن نظام الأسد ما زال متماسكاً نوعاً ما، وإن المجلس الوطني السوري لا يمكنه جمع كامل أطياف المعارضة». ولم يتردد أحد الخبراء الذين عملوا على هذا الملف من وصف هاتين النقطتين بخطأيين لازما تعاطي باريس مع الملف السوري. من هنا لم يعد «غريباً» أن تتقاطع زيارات معارضين من تيارات مختلفة في أروقة الديبلوماسية الفرنسية.
وقد رافق هذا التغيير تغيير في العملية التواصلية وذلك على مستويين: ١- لم يعد يتردد الوزير الفرنسي للخارجية لوران فابيوس من الإعلان جهراً بأن فرنسا ساعدت عددا من الشخصيات العسكرية السورية على الانشقاق عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وأن الأجهزة الفرنسية «تعمل بنشاط» وهو ما يفسر اعتراف مناف طلاس «أن أحهزة الاستخبارات الفرنسية سهلت إخراجه» عن طريق لبنان. ٢- رغم أن فابيوس قد أكد أن باريس لا تقدم أسلحة للمعارضة بقوله «بشأن مسألة التسليح علينا أن نكون واضحين تماما: لقد طلب منا تقديم أسلحة قادرة على إسقاط الطائرات» ولكنه استدرك «قلنا إننا نحترم الحظر على الأسلحة»، وذلك في رد مباشر على الاتهامات الروسية.
ورغم أنه أشار الى المخاوف من استخدام هذه الأسلحة في غير الوجهة التي أعطيت لأجلها، مبرراً ذلك بقوله «الأمور في هذا الصدد ضبابية» وأضاف «من الصعب جداً التاكد من أن الشخص الذي أمامك يمكن أن تسلمه هذه الاسلحة» في إشارة إلى الخوف الأميركي من وقوع هذه الأسلحة في أيدي السلفيين الذين يتكاثرون في صفوف المعارضة المسلحة، وأوضح فكرته بقوله «قد تجد بعد ثلاثة أشهر او ثلاثة أسابيع أن طائرة فرنسية قد أسقطت بهذه الأسلحة نفسها». ولكنه أكد تسليم باريس للمعارضة في الداخل «معدات اتصال مشفرة إضافة إلى نظارات مكبرة للرؤية الليلية».
إلا أن خبيراً كشف لـ«برس نت» بعض خطوط الخطة الفرنسية على الأرض والتي تقوم على «توسيع البقع التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر» بحيث يمكن أن تتحول من «أحواض بشرية» كما يقول الديبلوماسيون الفرنسيون إلى مناطق آمنة على أن يتولى الجيش السوري الحر «تأمين داخل هذه البقع وتنظيفها من السلفيين» عندها يمكن أن يكون «تسليم الأسلحة الثقيلة والمضادة للطيران أمراً ممكناً وأميناً».
ويتوسع الخبير في شرح خطط «اليوم التالي لتأمين هذه البقع داخل الأراضي السورية» فيقول إن مجرد وجود «مساحة واسعة منسجمة جغرافياً وفيها حوض بشري يتجاوز المليون سوري» عندها يمكن للدول الغربية الاعتراف بحكومة مؤقتة «تطلب الحماية الدولية». ويفسر الخبير أن «هذا السيناريو يسمح بإقامة مناطق حظر جوي من دون المرور بمجلس الأمن»، إذ أنها تعتمد على «طلب حكومة معترف بها للحماية».
وتفسر هذه الخطط رفض باريس لمبادرة القاهرة لإنشاء لجنة متابعة رباعية وربط رفضها بملف  إيران النووي، أي أن وجود إيران ضمن المجموعة مرفوض من باريس وقد وضع أمس الناطق الرسمي «الجديد» لوزارة الخارجية «فيليب لاليو» (Philippe Lalliot)  شروطاً وصفها البعض بأنها «تعجيزية في سياق الملف السوري» وقال إن باريس «لا يمكن أن تقبل بأن تسعى طهران للحصول على عذرية جديدة بثمن بخس»، وطالب أن تسوي إيران وضع برنامجها النووي مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، وأن تنصاع لقرارات مجلس الأمن الدولي وأن «تضع حدا نهائياً لانتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها».
وكذلك الأمر بالنسبة للمبادرة الروسية في صدد استصدار قرار من مجلس الأمن في نهاية الشهر الحالي «يعيد وضع ورقة جنيف على مسار البحث» حسب ما عرضه بوغدانوف أمام كبار الموظفين وتيارات المعارضة التي إلتقاها في باريس.
ناهيك عن أن باريس لا تنظر بعين الرضا إلى «الدعوة لاجتماع المعارضات في دمشق» كما أعلنها المعارض هيثم مناع في مقابلة مع تلفزيون دبي، والتي من المفترض حسب معلومات «برس نت» أن يلتئم في ٢٣ أيلول/ سبتمبر في محاولة لاستباق اجتماع مجلس الأمن في نهاية الشهر.