تسعى القوى العالمية الست من خلال اجتماع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء لتصعيد الضغط الدبلوماسي على إيران لتهدئة المخاوف بأنها تسعى لامتلاك قدرة على تصنيع قنابل نووية والمساعدة في تفادي حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسيون إنه بعد يوم من تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي تهديداته بمهاجمة إيران اقترحت الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين وبريطانيا توبيخ إيران بسبب توسعها في برنامج تخصيب اليورانيوم.
والدول الست الضالعة في مساع دبلوماسية متعثرة لاقناع إيران بكبح برنامجها النووي تقدمت باقتراح لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والمؤلف من 35 دولة والذي من المتوقع أن يصوت على هذا الاقتراح في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.
وبالرغم من أن الخطوة توضح توحد القوى فيما يتعلق بهذا الأمر إلا أنه من غير المرجح أن يكون لها أي أثر فوري على صناع السياسة في طهران التي مضت قدما في أنشطتها النووية رغم العقوبات الاقتصادية الصارمة المتزايدة.
ومساندة القوى الست لهذه الخطوة تعني أن موافقة مجلس محافظي الوكالة مضمون ولكن دبلوماسيين غربيين حريصون على ضمان أكبر دعم ممكن من المجلس في محاولة لزيادة الضغط الدولي على طهران التي يشتبه أنها تريد تطوير قدرة على انتاج أسلحة نووية وهي مزاعم تنفيها إيران وتقول إن أنشطتها النووية لها أهداف سلمية.
وأبدت مسودة النص “قلقا بالغا” إزاء تحدي إيران لمطالب الأمم المتحدة بتعليق أنشطتها النووية التي يمكن أن يكون لها أهداف مدنية وعسكرية.
وذكر دبلوماسيون أن مسودة النص تبدي قلقا خاصا إزاء موقع فوردو الإيراني للتخصيب والواقع تحت الأرض حيث أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بنهاية أغسطس آب أن إيران ضاعفت من قدرته خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.
وتقول إيران إنها تريد توليد الكهرباء وليس صنع قنابل. ويمكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب في انتاج وقود لمحطات الطاقة النووية. وإذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى يمكن أن يستخدم في صنع رأس حربي نووي.
وترى إسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك قدرة نووية أن تصنيع إيران لقنبلة نووية يمثل تهديدا لوجودها وصعدت من تلميحاتها باتخاذ اجراء عسكري.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء إنه إذا رفضت القوى العالمية وضع خط أحمر لبرنامج طهران النووي فلا يمكن أن تطالب إسرائيل بضبط النفس.
وتقول واشنطن إنه ما زالت هناك فرصة للدبلوماسية والعقوبات حتى تغير طهران من مسارها.
وفي القرار المقترح أبدت القوى الست استمرار دعمها للتوصل لحل سلمي يهدئ من مخاوف المجتمع الدولي والذي يمكن أن يتحقق عبر عملية دبلوماسية بناءة.
وقالت إن إيران يجب أن توافق على الفور على اتفاق اطار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتهدئة المخاوف حول أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي بما في ذلك السماح لمفتشي الوكالة بدخول المواقع التي تحتاج إلى دخولها لتفقدها.
ولم يحرز تحقيق تجريه الوكالة حول وجود أبحاث مشتبه بها متعلقة بتصنيع قنبلة نووية في إيران تقدما يذكر منذ عام 2008 ويتهم دبلوماسيون غربيون طهران بعرقلة عمل الوكالة.
وقالت القوى العالمية الست “تعاون إيران مع طلبات الوكالة الدولية التي تهدف إلى حل كل القضايا العالقة مهم وعاجل من أجل اعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.”
وقال دبلوماسيون إن روسيا والصين -اللتين انتقدتا العقوبات الغربية من جانب واحد على صادرات النفط الإيرانية- لم تبديا حرصا في البداية على الموافقة على قرار يتخذه مجلس محافظي الوكالة.