- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بريطانيا: أئمة يزوجون قاصرات مشترطين السرية

في الوقت الذي يتجه القانون البريطاني، الذي يحرم الجنس مع القاصرات، نحو تحريم سائر أشكال الزواج القسري الذي يسود وسط الجالية الإسلامية، لا يزال بعض الأئمة يتورطون في تزويج القاصرات بمن فيهن صبايا لا تتجاوز أعمارهن سن الثانية عشرة.

وفي هذا الإطار، فضح تقرير صحافي استعداد إمامين لعقد قران فتاة قاصر على شخص يكبرها كثيراً، رغم علمهما أنهما ينتهكان القانون البريطاني وأن الزوج أيضا سينتهكه عبر ممارسة الجنس مع «زوجته» التي يحرم هذا القانون المساس بها جنسيا قبل أن تبلغ سن الثامنة عشرة.

وكان صحافي من صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية قد توجه الى كل من الإمامين متظاهرا بأنه والد صبيّة في سن الثانية عشرة، وإنه يريد تزويجها في هذه السن «حتى لا تقع في حبائل الحياة الغربية».

أحد الأمامين وهو محمد كسمالي من «مركز الحسيني الإسلامي» في بيترباره شدد «للوالد» على أهمية السريّة المطلقة في هذا الأمر. وتبعا للتقرير فقد قال: «لو كان هذا الزواج مستحيلا لأخبرتك بذلك على الفور. وما أرغب فيه فعلا هو أن تذهب البنت الى دار زوجها في أقرب وقت ممكن… كلما كانت أصغر سنا، كان أفضل»!

ومضى يقول: «على ضوء الشريعة الإسلامية فلا مشكلة البتة. فقد قيل إن الأفضل للبنت أن تشهد طمثها الأول وهي في دار زوجها. المشكلة الوحيدة هي أننا لا نستطيع شرح هذا الزواج إذا أباحت به البنت للسلطات».

وقال هذا الإمام أيضا: «المشكلة الأخرى هي أن البنت قاصر في نظر القانون البريطاني. وفي حال إجبارها على الزواج ثم ذهابها الى الشرطة بهذا الأمر، فستجرنا جميعا في غياهب هذه المشكلة». وعلى هذا الأساس أهاب كسمالي بـ”الأب” تشجيع الزوجين على تأجيل الجماع قدر الممكن.

وتبعا للأنباء الواردة فقد وافق الإمام الآخر (متقاعد) ، واسمه عبد الحق وكان يصلي بالناس في مسجد شورديتش بشرق لندن، على عقد قران البنت بعد صلاة المغرب يوم الأربعاء. وأوصى الأب (الصحافي المتخفّي) بأن يقول للناس إن المراسم التي ستعقد «مجرد خطوبة»، مع أنها ستكون عقد قران إسلاميا معترفا به تبعا للشريعة.

وقال عبد الحق يحذر الأب: «في الإسلام، ما أن تبلغ البنت حتى يصبح لأبيها الحق في تزويجها بغض النظر عن سنها. لكن القانون في بريطانيا يتيح للبنت الشكوى إذا زوجوها ضد رغبتها أو إذا كانت قاصرا. وفي هذه الحالة يكون السجن مصير الرجل الذي عقد قرانها وأيضا مصير والديها أو من أجبرها على الزواج».

ومضى عبد الحق يشرح للأب وجوب اتباع السنة النبوية وأن النبي محمد تزوج صبية (عائشة) وهي في سن السابعة. وقال له: «نحن كمسلمين نقتدي بسنة النبي، وعليك انت كأب أن تطلع ابنتك التي تريد تزويجها على ذلك».

ويأتي كل هذا التحقيق قبل مشروع قانون مقبل على البرلمان تعده وزارة الداخلية وتهدف نصوصه لحظر الزواج المرتّب بين الأقارب أو غيرهم. وتقول الإحصاءات المتاحة إن نحو ألف زيجة- من ثمانية آلاف تقع في هذه الفئة- تتعلق بتزويج صبايا دون سن الخامسة عشرة. وفي بعض الحالات المتطرفة، بلغ الأمر تزويج الأطفال قبل دخولهن المدارس. وعلى سبيل المثال فقد شهدت البلاد العام الماضي عقد قران طفلة في الخامسة من عمرها.