- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“نبيهم”

جمانة فرحات
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها نبي الإسلام محمد للإساءة ومن غير المتوقع أن تكون الأخيرة. وبالرغم من الاجماع على وصف الدقائق المعدودة للاعلان الترويجي لفيلم «براءة المسلمين» بالمخزي والمعيب، ترجم رد الفعل عربياً على الفيلم بأبشع الصور. مِن قتل السفير الأميركي في ليبيا، إلى حرق السفارة الأميركية في صنعاء ونهبها، إلى حرق مطعم «kfc» في مدينة طرابلس في لبنان وغيره الكثير من المشاهد المرعبة التي زادها سوءاً سقوط ضحايا من بين المحتجين.
ولعل الإساءة التي ألحقها منتج الفيلم بنبي الإسلام لا تقل عن تلك الإساءة التي وجهها المحتجون إلى الدين الإسلامي ونبيه.
فنبي الإسلام الذين يدافعون عنه، يعلم القاصي والداني قصة اساءة جاره اليهودي اليومية له، عندما كان يتعمد كل مساء رمي القاذورات على باب داره. يومها لم يستل الرسول سيفه ليقتل الجار ولكنه سأل عنه عندما لاحظ توقفه عن ارتكاب اساءته، مغلباً سماحته على أي غضب أو ردة فعل أخرى.
ونبي الإسلام الذين غضبوا لأجله لا توجد في رسالته أية دعوة تخول مدعي الدفاع عنه نهب محتويات السفارة اليمنية في صنعاء على غرار ما نقلته الصور، حيث رميت الأعلام أرضاً وحملت مكانها المسروقات من الطابعات إلى الكراسي، حتى بات شعار البعض “انهب بقدر حبك للرسول”. ولا كان ليرضى أن يحرق المطعم في مدينة طرابلس اللبنانية.
هكذا حملت الصور التي غطت شاشات التلفزة العربية والعالمية اساءة إلى النبي توازي الإساءة التي حملها الاعلان الترويجي للفيلم. وهي إن دلت على شيء، فهو أن «المسلمين» الذين خرجوا إلى الشوارع وعاثوا فيها فساداً بدل أن ينظموا أنفسهم للدفاع عن نبي الإسلام وايصال صوتهم إلى كل العالم، نجحوا في تكريس الصور النمطية عنهم حول العالم. وظهروا من جديد أن كثيرين منهم لا يعرف من الإسلام ونبيه سوى اسمه، بعدما وضعوا جانباً جميع قيم دينهم وصفات نبيهم وخصاله مغلبين عبثيتهم، ومبينين أنهم لم يتسفيدوا من أي مما عايشه العالم العربي في الآونة الأخيرة، عندما أثبت المتظاهرون أنهم قادرون على التغيير سلمياً وأن العنف ليس الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعبير عربياً.