قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي بعد محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق يوم السبت إن الصراع المتفاقم في البلاد يشكل خطرا على العالم..
وقال الإبراهيمي للصحفيين عقب لقائه الأسد لمدة ساعة في القصر الرئاسي لمناقشة الأزمة “تكلمنا في الأزمة السورية وأنا اكرر أن هذه الأزمة خطيرة جدا.” وأضاف “هذه الأزمة تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري وعلى المنطقة كلها بل وعلى العالم.”
وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها الأسد بالإبراهيمي منذ أن حل محل مبعوث السلام كوفي عنان قبل أسبوعين. وكان الدبلوماسي الجزائري المخضرم وصف مهمته بأنها “شبه مستحيلة”.
وقال الإبراهيمي إنه ليس سرا أن الفجوة بين الطرفين واسعة جدا ولكنه أضاف أنه لا يزال يعتقد أنه توجد “أرضية مشتركة” من أجل حل الأزمة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الأسد تأكيده للإبراهيمي “استمرار التزام سوريا الكامل بالتعامل مع أي جهود صادقة لحل الأزمة في سوريا ما التزمت الحياد والاستقلالية.”
ونقلت سانا عن الأسد قوله للإبراهيمي “المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض” معتبرا “أن العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصا لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين”. وأضاف أن “نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا لوقف القيام بمثل هذه الأعمال.”
جاءت تصريحات الأسد بعد يوم من دعوة البابا بنديكت السادس عشر في مستهل زيارة إلى لبنان المجاور تستمر ثلاثة ايام إلى وقف توريد الأسلحة إلى سوريا ووصفها بأنها “خطيئة كبرى”.
وقال لؤي حسين وهو ناشط بارز في المعارضة السورية بدمشق التقى بالإبراهيمي إن المبعوث الدولي “عرف خريطة الأزمة… (وهو) متفائل.”
ويسمح الأسد لبعض شخصيات المعارضة بالعمل في البلاد ولكن ليس لها تأثير يذكر على المعارضة في الخارج أو على الانتفاضة المسلحة. وتقول السلطات السورية إن قواتها تقاتل إسلاميين إرهابيين وتتهم دول الخليج العربية وخصوصا قطر بتأجيج سفك الدماء من خلال مساعدتهم على الحصول على السلاح.
وقال الإبراهيمي “أعتقد أن السيد الرئيس يدرك أكثر مني أبعاد هذه الأزمة وخطورتها.”
وأضاف “أبلغت الرئيس أننا سنحاول جهدنا باسم الأمم المتحدة وباسمي أن نتقدم بأفكار وأن نجند ما يحتاجه الوضع من إمكانيات وطاقة في مساعدة شعب سوريا على الخروج من هذه المحنة.”
وأشار الإبراهيمي إلى أنه سيعود إلى المنطقة قريبا بعد أن يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في نيويورك.
وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال في وقت سابق من هذا الشهر إن دمشق منفتحة وملتزمة تماما بمهمة الإبراهيمي في مساعيه لوضع حد للعنف وإيجاد حل سياسي سوري للأزمة
وتجاهلت قوات الأسد والمعارضة النداءات لوقف القتال الذي استمر في معظم المدن الرئيسية في البلاد بما في ذلك دمشق وحلب وحمص ودير الزور. وأفادت جهات مقربة من المعارضة بأن بعض السكان في حي بدمشق اجتاحته قوات الأسد عثروا في ساعة متأخرة يوم السبت على 20 جثة بينها جثة امرأة.
وشن الجيش السوري حملة مداهمات في شوارع حي التضامن على مدار اليومين الماضيين بعد أيام من شن القوات الحكومية هجمات بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر لقتل مقاتلي المعارضة. وقال سكان في دمشق إنهم سمعوا قصفا كثيفا خلال الليل تلاه هدير صوت الطائرات النفاثة فوق العاصمة قرابة السابعة من صباح يوم السبت بالتوقيت المحلي (الرابعة بتوقيت جرينتش).
وقال أحد السكان طلب عدم الكشف عن هويته إن دخانا أسود تصاعد من حي الحجر الأسود جنوب دمشق بعد ظهر يوم السبت بعد أيام من قيام قوات الأسد بطرد المعارضين من حي التضامن القريب. وقال الساكن “هناك قصف قوي جدا جنوب دمشق. الطرق أغلقت وهناك دبابات.”