أعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس اليوم، ان حرية التعبير بما فيها رسم الكاريكاتير هي “حق أساسي” يصونه القانون.
وقال الوزير اثر نشر أسبوعية “شارلي ايبدو” الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول ان “حرية التعبير حق أساسي وحرية رسم الكاريكاتير جزء من هذا الحق الأساسي”.
لكنه أضاف انه “يتعين على كل شخص تحمل مسؤوليته، وكل عمل فردي وكل مقالة وكل رسم وكل تصريح يمكن ان يؤجج أو يتسبب في مواجهات”.
ورفض الوزير الفرنسي الذي استقبل مسؤولي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أي تعرض “لحرية التعبير وحرية الإعلام والرأي والكاريكاتير في إطار القانون”، موضحا ان “المحاكم موجودة لنصرة الذين يعتبرون أنهم أهينوا”.
وخلص وزير الداخلية إلى القول ان “كل تظاهرة تهدف إلى الإخلال بالأمن العام وتأجيج المشاعر وبث البغضاء، لن تنال الترخيص وستمنع وأعطيت تعليمات إلى كل مديري الأمن لتطبيق هذه الموانع تطبيقا تاما”.
وكانت الحكومة الفرنسية قد حثت على التحلي بضبط النفس بعد أن علمت أن صحيفة أسبوعية ساخرة تعتزم نشر رسوم كاريكاتيرية للنبي محمد يوم الأربعاء في وقت أشعل فيه فيلم مسيء للإسلام احتجاجات بين المسلمين في شتى أرجاء المعمورة.
وكانت مكاتب الصحيفة (شارلي إبدو) في باريس تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نوفمبر تشرين الثاني بعد ان نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا للنبي محمد وفي عام 2005 فجرت رسوم كاريكاتيرية دنمركية للنبي موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا.
وسئل وزير الخارجية لوران فابيوس عن خطة شارلي إبدو لنشر الرسوم فقال أي استفزاز الآن لا بد من إدانته.
وقال رئيس الوزراء جون مارك آيرولت في بيان “في المناخ الحالي يود رئيس الوزراء أن يشدد على استهجاته أي مغالاة ويدعو الجميع إلى التصرف على نحو رشيد.”
وتعيش في فرنسا أكبر طائفة إسلامية في أوروبا. وتتردد بالفعل دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الإنترنت إلى مظاهرات احتجاج يوم السبت بسبب فيلم مسيء للإسلام أنتج بتمويل خاص في الولايات المتحدة ونشرت مقتطفات منه على الإنترنت.
ويوم الأحد الماضي اعتقلت الشرطة نحو 150 شخصا حاولوا المشاركة في مظاهرة احتجاج غير مرخص بها بالقرب من السفارة الأمريكية في باريس.
وكان السفير الأمريكي إلى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين قتلوا الاسبوع الماضي في هجوم في بنغازي وقتل متشددون أفغان 12 شخصا في هجوم انتحاري يوم الثلاثاء قالوا انه انتقام من الفيلم.
وجادلت صحيفة شارلي إبدو بأن لها الحق في نشر الرسوم الكاريكاتيرية.
وقال إستيفان شاربونييه رئيس تحرير الصحيفة لقناة التلفزيون الإخبارية آي تيلي “إننا ننشر رسوما كاريكاتيرية لأي إنسان وكل أسبوع وحينما نفعل ذلك مع النبي يوصف الأمر بأنه استفزاز.”
واضاف قوله إنه اذا توقفت شارلي إبدو عن نشر أعمال كاريكاتيرية بسبب الضغط أو خوفا من الهجوم فسوف ينتهي الحال بها إلى بيع 16 صفحة خالية كل أسبوع.
وتشتمل الرسوم التي اطلعت عليها رويترز ومن المقرر نشرها في الصفحات الداخلية من الصحيفة سلسلة من الصور بعضها رسوم كاريكاتيرية عارية تسخر من النبي محمد.
واتهم المجلس الفرنسي الإسلامي -وهو الهيئة الرئيسية التي تمثل المسلمين في فرنسا- شارلي إبدو بإلهاب المشاعر المعادية للمسلمين في مثل هذا الوقت العصيب.
وقال في بيان “إن المجلس يساند بشدة حرية التعبير لكنه يرى أنه لا شيء يبرر الإهانة والتحريض على الكراهية.”
واضاف المجلس قوله إنه “يدعو المسلمين في فرنسا ألا ينساقوا مع مثل هذا الاستفزاز ويحثهم على التعبير عن غضبهم بهدوء وبطريقة مشروعة.”