- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“مؤامرة طهران” والتمهيد للهجوم على إيران

هل يعد الأميركيون والسعوديون لحرب؟

هل يعد الأميركيون والسعوديون لحرب؟

في موازاة الحشد الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة لتأمينه ضد ايران منذ الاعلان عن “مؤامرة” استهداف السفير السعودي، عادل الجبير، لا يبدو أن هذه الرواية قادرة على اقناع الكثيرين بجديتها، ما تجلى بموجة تشكيك واسعة اجتاحت الصحف الأجنبية.
وفي السياق، رأى الكاتب في صحفية “الغارديان” البريطانية ديفيد هيرست، أن “المؤامرة الإيرانية” ترتبط بأربعة أطراف، السعودية، اسرائيل، الولايات المتحدة وايران، كل منها لديه ما يخسره من تقرير الشعوب العربية لمصيرها ومرتبطة بمعارك بالنيابة للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط، قبل أن يخلص إلى أن إحدى هذه الأطراف، أي اسرائيل تمهد على ما يبدو لهجوم على ايران.
ووفقاً لهيرست، فإن ثلاثة من اللاعبين الأربعة (السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل) يحاولون جاهدين احتواء الاحتجاجات التي تعم العالم العربي، والمعروفة بالربيع العربي.
ويستعرض الكاتب القوى الأربعة، وسبب معاداتها للربيع العربي فيقول إن حكام السعودية يخشون من انتقال عدوى الثورة الى بلادهم، حيث بدأت بوادر العدوى في الظهور منتقلة من البحرين المجاورة الى مدينة القطيف ذات الأغلبية الشيعية، ودارت اشتباكات مسلحة الأحد بين الشرطة ومحتجين على إثر اعتقال الشرطة شخصين مسنين لإجبار ولديهما المطلوبين على تسليم نفسيهما للسلطات.
ومن منظور هيرست، لا يقتصر التذمر على الشيعة  بل يمتد الى السنة، حيث تعلو أصوات التذمر في جدة والرياض وكذلك أصوات الدعم للثورات العربية. أما الحليف الأقرب للسعودية، الولايات المتحدة، فهي تبحث عن وسيلة لإعادة تكريس وجودها في المنطقة، وقد فقدت موقعها مع سقوط الأنظمة الحليفة لها. ويواجه دعمها اللفظي للثورات العربية علامات استفهام حول دعمها لنظامي مبارك وبن علي. واذا استمر الربيع العربي فستجد الولايات المتحدة مصالحها العسكرية والنفطية مهددة.
في المقابل، يرى هيرست أن إيران تجد في الثورات الجديدة تهديداً للنفوذ الذي حصلت عليه في الشرق الأوسط بعد الغزو الأميركي للعراق. كما أن وضعها مهدد نتيجة الاحتجاجات في سوريا، حيث اذا فقدت النظام السوري فإنها ستفقد ليس فقط حليفاً مقرباً بل الوسيط الذي يوصل الأسلحة والمساعدات لحزب الله.
أما اسرائيل، فترى وفقاً لهيرست، أن عدوها الحقيقي ليس الفلسطينيين بل إيران. ومن هذا المنطلق، يمكن بحسب هيرست فهم اعتذارها لمصر نتيجة مقتل الجنود المصريين واتمامها صفقة تبادل الأسرى مع “حماس” بأكثر من طريقة، إحداها تهيئة الأجواء لهجوم على إيران.