- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تفاوت ردات فعل المسلمين حول العالم

هارولد هيمان
مر يوم الجمعة مرور الكرام، من تونس إلى ماليزيا مروراً بلبنان لم تصل المظاهرات إلى المستوى التخريبي الذي تخوف منه المراقبون. بعض الدماء سالت في باكستان، ولك العنف م يكن موجهاً بشكل خاص لفرنسا.
وقد دعا وزير الخارجية عددً محدوداً من الصحافيين لمرافقته إلى «خلية الأزمات» في الكي دورسيه حيث يعمل فريق ليلاً نهار على مراقبة معظم البلدان التي يمكن أن يجترحها عنف معاد لفرنسا. ورغم أنه لم يلاحظ أي «خطر داهم» إلا أنه أسر لنا بأنه «مجبر على أخذ الاحتياطات اللازمة لتدارك أي خطر».
وقد «لاقى الواقع أفكار الوزير»، وقامت الصحافة الفرنسية بنقل ما يمكن أن يلخص بأن «إن جحافل العرب الهائجة غابت». صحيح أن بضعة مئات فقط تواجهت مع عدد أكبر منها من أفراد الشرطة، باستثناء لبنان وباكستان: في لبنان نزل حزب الله بقوة وفي باكستان حيث نشطت مجموعات متعددة من السلفيين، اللواتي بات من الصعب التمييز بينها.
إن المظاهرات في باستان هي بطبيعتها عنيفة. والأسباب متعددة منها النفور من فساد الحكومات، والتنديد بهجمات الطائرات من دون طيار (دروون) التي تستهدف بعض الباكستانيين. وكل هؤلاء لم يلتفتوا إلى مجلة «شارلي هيبدو» الساخرة، بل كان تركيزهم على الفيلم المسيء للإسلام. لم يمنع هذا البعض من مهاجمة مراكز الشرطة ودوريات الشرطة اتي كانت تحمي القنصليات الأميركية. هل هذا بسبب فيلم «براءة المسلمين»؟ ولكن هذا الفيلم لم يعرض في الصالات ولن يعرض في بيشاوار معقل الباشتون وطالبان.
أما في لبنان فإن المظاهرات الضخمة التي نظمها حزب الله حملت أيضاً صوراً لبشار الأسد. إذا أين العقدة بالنسبة لـ«شارلي هيبدو»؟ المظاهرات في سوريا طالبت المسلمين في العالم الاهتمام بهم وبثورتهم وليس الإلتفات إلى فيلم أميركي رديء.
وفي المساء تنفس الفرنسيون الصعداء: «ouf»، واستخلصوا بأن أكثيرة المسلمين حول العالم ليس من السهل التلاعب بهم. ألم ينزل «آلاف» البنغازيون إلى الشارع للمطالبة بانسحاب الميليشيات المسلحة من مدينتهم؟؟
دعونا نرى الجانب الإيجابي من كل هذا.
Harold Hyman