- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لم يبق لرومني سوى … إسرائيل ؟

واشنطن – نجاة شرف الدين

منذ بداية الحملة الفعلية للانتخابات الأميركية والتي تزامنت مع انعقاد مؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، والذي من خلاله تم رسميا تسمية ميت رومني كمرشح الحزب الجمهوري وباراك أوباما كمرشح الحزب الديمقراطي ، إشتدت حماوة النقاشات في الإعلام الأميركي  ، إلا ان هذا الهجوم بين الديمقراطيين والجمهوريين من خلال البرامج التلفزيونية اليومية والاتهامات بين الطرفين لم يتناول السياسة الخارجية إلا نادرا وخاصة الجمهوريون الذين ركزوا حملتهم على أوباما في الاقتصاد والتوجهات الداخلية ، حتى الأسبوع الماضي بعد ظهور فيلم ” براءة المسلمين ” وما تبعه في السفارة الأميركية في بنغازي ومقتل السفير وثلاثة موظفين ، ليتحول هجوم الجمهوريين على أوباما خارجيا ، بعد أن حققت هذه الحادثة تراجعا لأوباما في الاستطلاع حول السياسة الخارجية بنسبة نقطتين.
المحللون الأميركيون وخاصة الديمقراطيون منهم ، اعتبروا أنه لا يمكن تحميل أوباما مسؤولية ما حصل ، فهل وجود  رونالد ريغان رئيساً يمكن  أن يمنع أو يغير ردود الفعل بعد صدور فتوى  قتل سلمان رشدي كاتب ” آيات شيطانية ” ، وهل كان جورج دبليو بوش أيضا يستطيع ان يمنع ردود الفعل على رسم الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ؟ وهل لو لم يقدم أوباما خطابه في العام 2009  في مصر باتجاه العالم العربي والاسلامي ليمنع مقتل السفير ؟
هذا المشهد الذي لم نره حتى في مؤتمر الجمهوريين ، حيث لم يتحدث رومني في خطابه عن أي من السياسات الخارجية باعتبار أوباما قويا في الخارج، وإكتفى بالهجوم إقتصاديا ، وهو ما لم يغير في الاستطلاعات التي أبقت على تفوق أوباما ، وجد ضالته في الملف الخارجي ، فبعد ليبيا ، التي اعتبرها رومني نافذة للهجوم على أوباما في الأمن القومي والسياسة الخارجية ولومه لمده غصن الزيتون للدول التي إعتبرها رومني أهانت أميركا مما جعل أميركا تبدو ضعيفة في العالم الإسلامي ، ها هو يبدأ هجوما جديدا على أوباما من نافذة إسرائيل مستغلا توتر العلاقة بين إدارة أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، والكيمياء المفقودة بين أوباما ونتانياهو ، فيتهمه بالتخلي عن إسرائيل من خلال ترديده  إتهام أوباما بأنه رمى إسرائيل تحت الباص “threw Israel under the bus ” ومعتبرا أنه لم يظهر دعما قويا في التعامل مع الملف النووي الإيراني ، ويضع مع نتانياهو  خطا أحمر فعليا  لإيران .
يبدو ومع إقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ، أنه لم يبق أمام رومني سوى إسرائيل نتانياهو ، لتكون نقطة قوة في هجومه على أوباما ، بعد أن تجاوز الأخير تداعيات تأثير الفيلم المسيء للإسلام ، من خلال تطويق مفاعيل ما جرى ، وبالتالي فالهجمة الجمهورية لم تحقق أهدافها في مرمى الديمقراطيين ، ولم يتبق لرومني إلا إسرائيل وهو الداعم الكبير لها  ، وهو ما كشفه الفيديو الذي سربه حفيد الرئيس الاسبق جيمي كارتر في عشاء لعدد من المتبرعين  الأثرياء ، حول موقفه من الملف الفلسطيني الإسرائيلي حيث قال ” إن الفلسطينيين لا يريدون السلام ، وبالتالي لا أجد ضرورة لحل الدولتين ” .
في كل الأحوال ، فإن هذه الحملات الانتخابية التي تترجم إعلاميا في البرامج التلفزيونية وتجد مادة للنقاش اليومي ، ربما تكون من آخر إبداعات رومني الذي فشل حتى الآن ، في تغيير الفارق مع أوباما ، رغم تفوقه ماديا ، وإذا لم يستطع أن يبتدع موضوعا جديدا يؤثر في المستقلين إنتخابيا ، فإن جملته الشهيرة التي يصف بها تصرف أوباما باتجاه إسرائيل ، ستحول مصيره  هو إلى under the bus , في نتائج انتخابات 2012 …