- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تفاقم الضغوط على رفسنجاني بعد سجن ولديه

لاحظت صحيفة “الغارديان” أن مستقبل الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني، الذي ما زال من اصحاب النفوذ في السياسة الايرانية، وُضع موضع تساؤل بعد سجن اثنين من اطفاله في غضون ثلاثة ايام.

وأشارت الصحيفة الى أن المراقبين اعتبروا ان مثل هذا الضغط على رئيس سابق ليس معهودا في تاريخ الجمهورية الاسلامية، لا سيما وان رفسنجاني سياسي يُعتقد انه قام بدور حاسم في تعيين المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بعد وفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني.

وكان مهدي هاشمي نجل رفسنجاني اعتُقل يوم الاثنين بعد عودته الى ايران من الخارج حيث امضى ثلاث سنوات من الدراسة في بريطانيا. وافادت وكالات انباء محلية ان مهدي هاشمي استُدعي للاستجواب لدى وصوله الى طهران وأُودع لاحقا رهن التوقيف بعد صدور مذكرة القاء قبض بحقه. وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان مهدي هاشمي أُبلغ بالاتهامات الموجهة اليه ونُقل لاحقا الى السجن.

ويُعتقد ان مهدي هاشمي متهم بالارتباط بحركة المعارضة الخضراء والضلوع في الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها ايران بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009.

وكانت الناشطة السياسية والنائبة السابقة فائزة هاشمي ابنة رفسنجاني نُقلت الى سجن ايفين يوم السبت بعد الحكم عليها بالسجن ستة اشهر “لنشرها دعاية ضد النظام”.

ويُعتقد ان الحكم بسجن فائزة هاشمي صدر بعد مقابلة مع موقع روز اونلاين المعارض اتهمت فيها انصار النظام بالتضييق عليها علنا. واثارت النائبة السابقة غضب المتشددين بالمجاهرة بتأييدها زعيم المعارضة مير حسين موسوي في عام 2009 والمشاركة في الاحتجاجات على نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2009.

وأضافت الغارديان أن شقيقها مهدي هاشمي أثار اثناء اقامته في بريطانيا ضجة اعلامية باتهامات قالت انه يحضر رسالة دكتوراه عن الدستور الايراني في جامعة اوكسفورد دون ان يستوفي معايير اتقان اللغة الانكليزية للدراسات العليا. واتخذت الجامعة التي حققت في الاتهامات جانب طالبها مهدي هاشمي رغم انه لم يحاول ان يظهر امام الجمهور لتأكيد مهاراته اللغوية.

وفي العام الماضي، ادانته محكمة كندية غيابيا بتهمة سجن وتعذيب احد خصومه إبان التسعينات، وهي تهمة نفاها مهدي هاشمي بشدة.

وفي آذار/مارس عام 2011 رضخ والده لضغط الخصوم السياسيين بالاستقالة من رئاسة مجلس الخبراء الذي يتولى تعيين المرشد الأعلى وعزله.

ويرأس رفسنجاني حاليا مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يقوم بدور حلقة الوصل بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.

ولفتت الغارديان أن رفسنجاني (78 عاما) كان يتمتع في السابق بنفوذ سياسي كبير ويعتبر من الأركان الرئيسية لبقاء النظام بسبب دوره كوسيط بين جهازين مهمين ولكن سلطته تضاءلت منذ هزيمته في انتخابات 2005 الرئاسية امام محمود احمدي نجاد.

واشتدت الضغوط على عائلة رفسنجاني بعد ذلك فاستقال نجله الآخر محسن هاشمي من رئاسة مؤسسة مترو طهران في عام 2011 بضغط من حكومة الرئيس احمدي نجاد.

كما تضررت سمعة رفسنجاني خلال السنوات العشر الماضية بسبب الاتهامات الواسعة له ولأفراد اسرته بالفساد المالي من جانب النظام وانصار المعارضة على السواء.

ونقلت صحيفة الغارديان عن محلل ايراني في لندن طلب عدم ذكر اسمه ان رفسنجاني رغم كل الانتكاسات التي مني بها ما زال يتمتع بنفوذ واسع نسبيا بين مؤيدي النظام وإن لم يكن بالضرورة بين اصحاب السلطة أنفسهم. واضاف المحلل ان رفسنجاني “بوصفه شخصية معتدلة ما زال بالامكان ان يُعتبر مخرج ايران من الطريق المسدود الذي دخلته مع المجتمع الدولي ، ولهذا السبب يمكن ان يصعد الى السلطة بسرعة خاطفة إذا قرر خامنئي الاعتماد عليه من اجل بقاء النظام”.

كما ان رفسنجاني من المؤيدين المعتدلين لحركة المعارضة الخضراء وزعيميها موسوي ومهدي كروبي المحتجزين حاليا تحت الاقامة الجبرية.