- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مصرع قاتل القذافي يفتح باب تصفية الحسابات

بعد وفاة المقاتل الليبي السابق عمران شعبان، الذي شارك في القاء القبض على العقيد معمر القذافي، متأثرا بجروح أُصيب بها بعد ان خطفته مجموعة من مؤيدي الزعيم السابق، أثيرت في ليبيا مخاوف من تصاعد أعمال العنف وتصفية الحسابات.

وكان المؤتمر الوطني الليبي المنتخب حديثا أصدر تعليمات الى قوات الشرطة والجيش باستعمال القوة “إذا لزم الأمر” لاعتقال خاطفي شعبان (22 عاما) وثلاثة من رفاقه قرب مدينة بني وليد في تموز/ يوليو الماضي.

ونقلت شبكة أن بي سي عن عائلة شعبان ان مسلحين من فلول نظام القذافي اطلقوا عليه النار ثم قاموا بخطفه وتعذيبه قبل الافراج عنه بواسطة رئيس المجلس الوطني محمد المقريف.

ونعي المؤتمر  الوطني الليبي شعبان بوصفه شهيدا وبطلا شجاعا واصدر توجيهات الى وزارتي الدفاع والداخلية بملاحقة الجناة وتقديمهم الى العدالة. ولكن عائلة شعبان قالت ان ابنها لم يتسلم قط المليون دينار ليبي (800 الف دولار) التي وعد بها قادة المجلس الوطني الانتقالي مقابل القبض على القذافي في 20 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 في مدينة سرت.

وشارك اكثر من 10 آلاف شخص في استقبال جثمان شعبان لدى وصوله الى مصراتة التي شيعت ابنها الى ملعب المدينة حيث أُقيمت الصلاة عليه قبل ان يوارى الثرى يوم الأربعاء.

واحتج شقيقه حسين قائلا ان السلطات الليبية لم تفعل شيئا لمساعدة شعبان.  وقال لوكالة رويترز “أُعلن تحرير ليبيا من حكم القذافي في 23 تشرين الأول/ اكتوبر ولكنها لم تتحرر”، في حين تظاهر مئات المحتجين امام مقر المؤتمر الوطني الليبي في طرابلس مطالبين بالثأر لمقتل شعبان.

وقالت عائلة شعبان ان ابنها وثلاثة من اصدقائه كانوا عائدين الى مدينة مصراتة بعد قضاء اجازة في تموز/يوليو عندما هاجمهم مسلحون في منطقة الشامخ قرب مدينة بني وليد. وتبادل شعبان ورفاقه النار مع المهاجمين قبل ان تستقر طلقتان في جسده الذي أُصيب بالشلل في نصفه السفلي ابتداء من الخصر، ويخطفه المسلحون مع اصدقائه الى بني وليد، التي لا تزال تعتبر معقلا لمؤيدي القذافي، وفُرضت عليها عزلة عن باقي الأراضي الليبية.

وقام رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف بزيارة للمدينة من اجل التوسط في الافراج عن شعبان واثنين من رفاقه. وما زال الرابع محتجزا.

وعندما نُقل شعبان الى بيته قال شقيقه الآخر عبد الله انه كان “جلدا وعظما” وظل مشلولا معتدلا تنتابه حالات إغماء بين حين وآخر. ونقلت شبكة ان بي سي عن عبد الله ان شعبان تعرض الى ضرب مبرح وكان صدره مثخنا بالجراح الناجمة عن استخدام شفرات على جسمه. واضاف عبد الله ان وجه شعبان تغير “ولم يكن الأخ الذي اعرفه”.

وكان شعبان، الذي نقل الى فرنسا للعلاج، عضوا في “قوات درع ليبيا” التي تعتبر من اكبر الميليشيات الليبية التي تعتمد عليها وزارة الدفاع.

وقال الرئيس السابق لمجلس مصراتة خليفة الزواوي ان الحكومة نكثت بوعدها بمنح شعبان مكافأته مقابل القبض على القذافي. وأكد شقيقه عبد الله ان شعبان لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يعتبر القاء القبض على القذافي واجبا وطنيا.

وتعهد رئيس المجلس الوطني الليبي بملاحقة خاطفي شعبان وتقديمهم للعدالة ولكن القاء القبض على المسلحين في بني وليد وتجريدهم من السلاح يعد من اصعب المهمات التي تواجه الحكومة. فالمدينة مسلحة تسليحا ثقيلا بالمدافع المتبقية من مخلفات الحرب الأهلية العام الماضي الى جانب قاذفات آر بي جي والبنادق الآلية.

وقال ليبيون من السكان المحليين ان صور القذافي تُعرض خلال حفلات الزفاف والشباب يستمعون الى تسجيلات لخاطباته في سياراتهم. ويمتنع الطلاب عن أداء النشيد الوطني الجديد فيما يرفض المعلمون الالتزام بالمنهج المدرسي المعدل.

واتُهم مقاتلو بني وليد بالمسؤولية عن العديد من اعمال القنص والقصف والاغتصاب وغير ذلك من اعمال العنف التي ارتُكبت ضد مدينة مصراتة خلال الحرب. وانطلقت يوم الثلاثاء دعوات من سكان مصراته تطالب بالثأر من بني وليد.

وكان مقاتلون من مصراتة هددوا في تموز/يوليو بمهاجمة بني وليد بعد اعتقال اثنين من صحفيي مصراتة هناك. وأُفرج في النهاية عن الصحفيين بعد تدخل السلطات.

وأكد وليد شقيق عمران الأكبر مطالبة العائلة بالعدالة سواء جاءت من السلطات أو جهات أخرى. وقال انه يعتزم ممارسة حقوقه بصورة قانونية مع المشاركة في أي توغل عسكري إذا حدث. واضاف “نحن ماضون الى الموت إن شاء الله”.  وردد ابو شعلة صديق العائلة هذا الموقف قائلا “إذا لم تتدخل الحكومة سنتدخل نحن”.  واضاف “اننا صبورون ولكن للصبر حدودا”.