اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان الغربيين بثوا “الفوضى” في سوريا وانه “لا يمكنهم التوقف” رغم تحذيرات روسيا، كما افادت وكالات الانباء الروسية.
واعلن الرئيس الروسي “الامر الاكثر اهمية هو ان شركاءنا لا يمكنهم التوقف. لقد زرعوا الفوضى في العديد من المناطق. والان ينتهجون السياسة نفسها في دول اخرى لا سيما في سوريا”. واضاف بوتين “لقد قلنا فعلا انه يجب التحرك بحذر وعدم فرض اي شيء بالقوة تحت طائلة نشر الفوضى. وما الذي نراه اليوم؟ الوضع يشبه كثيرا الفوضى”.
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف حمّل الدول التي تشجّع المعارضة السورية على رفض وقف النار والحوار، والإصرار على تنحّي الرئيس بشّار الأسد، مسؤولية استمرار ما وصفه بـ”حمّام الدم” في سوريا.
وأضاف في مقابلة مع الصحافي الأميركي تشارلي روز، أن ما يجري في سوريا “حرب أهلية تأخذ أبعاداً دولية أكثر فأكثر لأن بعض الدول تصر على أنه قبل بدء الحوار يجب أن يتنحّى الرئيس بشار الأسد، والجيش الحر الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون ليس القوة الوحيدة التي تقاتل النظام، كما أن هناك عناصر تابعة للقاعدة ومجموعات إرهابية أخرى”.
ورداً على سؤال عن رأيه بالتقارير التي تشير إلى أن المعارضة المسلحة تسيطر على مناطق وقواعد في سوريا، قال “يعود هذا إلى من تصغي، ولكن ليس لدينا مصدر موضوعي للمعلومات (حول الوضع العسكري) في سوريا. ولكن في جميع الأحوال ليس همّنا من ينتصر بل كيف نوقف القتال”.
وجدد تأكيده على أن اتفاقيات جنيف يجب أن تكون القاعدة لأي حل في سوريا، داعياً الأطراف التي شاركت في الاجتماعات أن تلتزم بما وقعته، ولكنه انتقد بعض الدول الغربية “التي تدين التفجيرات الإرهابية في سوريا ولكن تقول إنه على الرغم من أن الإرهاب أمر شرير إلاّ أنه لا يوجد سبيل آخر أمام الشعب لقلب النظام وهذا موقف خطير لأنه يبدو وكأنه تبرير للإرهاب”.
ورأى أنه “يجب أن تعيّن المعارضة والحكومة محاورين، وأن تجريا حواراً على أساس اتفاقيات جنيف وأن تناقشا من يجب أن يكون جزءاً من هيئة حاكمة انتقالية تكون لديها سلطة كاملة في البلاد وتقوم بالإعداد لمسودة الدستور والاستفتاء حوله والتحضير لانتخابات نزيهة”.
وأكد أن موقف روسيا يقوم على وضع وقف النار في رأس أولياتها وبذلك السعي إلى إنقاذ الأرواح وهذا جوهر اتفاقيات جنيف، في حين أن مواقف جهات أخرى تقوم على مبدأ أنه إلى حين تنحّي الرئيس بشار الأسد يجب مواصلة تشجيع المعارضة على القتال”.
وأضاف أن موقف هذه الجهات يعني أنه من أجل إزاحة الأسد فإنها مستعدة لدفع الثمن من أرواح السوريين.
واعتبر أنه “إن كان هدفنا إنقاذ الأرواح في سوريا يجب على كل من له تأثير على أحد الأطراف في سوريا أن يقوم في الوقت نفسه بالضغط عليه من أجل إقناعه بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار”.
وقال إن “الأسد هو المسؤول عن معظم الأزمة في سوريا، وإنه تجاهل نصائح جيدة من قبل دول في المنطقة وروسيا والصين، ولكن لا يمكننا أن نتجاهل أنه يقاتل أناساً مسلحين”.
وأكد أن روسيا لا تحمي الرئيس الأسد ولا تقدم له اللجوء، مشيراً إلى أنه في حال قرر الأسد الرحيل فهذا “سيكون قراره. لكننا لن نقول له إرحل. ليس لأننا نعتبر بأنه لا بديل عنه. لا أبداً على الإطلاق. الشخصيات غير مهمة بالنسبة لنا ما دامت سوريا ديمقراطية وحرة ومريحة بالنسبة للأقليات”.
وتابع أنه “(الأسد) لن يرحل ما لم يقرر ذلك بنفسه وهذا أمر واضح”، محذراً من حشر الأسد في الزاوية “في حال اعتقد الناس أنها طريقة سيتوصلون من خلالها إلى هدفهم، وهذا مخططهم، لكن جميع الدلائل تشير إلى أن حشره في الزاوية يجعل منه أكثر عناداً للمحاربة حتى النهاية”.