- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: لا رابح ولا خاسر والمواقع الأثرية تحترق

 احترقت مئات المتاجر في السوق القديمة بمدينة حلب أمس السبت في الوقت الذي يحتدم فيه القتال بين مقاتلي المعارضة وقوات الحكومة في أكبر المدن السورية مما يهدد بتدمير موقع تاريخي مسجل لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

وتتوافق كافة المصادر على أن الثورة قد أدت إلى  سقوط أكثر من 30 ألف قتيل. ولكن إضافة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح أصبحت العديد من الكنوز التارخية في سوريا أيضا ضحية للانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا والتي حولت أجزاء في بعض المدن السورية إلى حطام.

وكان المعارضون الذين يقاتلون من أجل الاطاحة بالرئيس بشار الأسد أعلنوا يوم الخميس بدء عملية جديدة في حلب المركز التجاري الرئيسي في سوريا إلا أن أيا من الجانبين لم يحقق فيما يبدو مكاسب كبيرة. واظهرت المقاطع المصورة المنشورة على الانترنت سحبا سوداء كثيفة من الدخان تتصاعد في سماء المدينة. وهو ما يبدو حريقاً ربما بدأ جراء قصف واطلاق نيران شرس يوم الجمعة وأشاروا إلى أن ما بين 700 وألف متجر دمرت حتى الآن. ويصعب التأكد من هذه الروايات لأن الحكومة تحول دون دخول وسائل الاعلام الأجنبية.

ومدينة حلب القديمة واحدة من عدد من المواقع في سوريا التي أدرجتها اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر الآن جراء القتال. وتعتقد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن خمسة من المواقع الستة الاثرية في سوريا وبينها مدينة تدمر الصحراوية القديمة وقلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة تأثرت بالقتال.

وأفاد نشطاء أيضا بوقوع اشتباكات شرسة عند باب أنطاكية وهو بوابة حجرية تؤدي إلى مدينة حلب القديمة وتقع على طرق التجارة القديمة. ونجت هذه البوابة من سلسلة من الحكام على مدار تاريخ بنائها بين القرنين 12 و17 الميلاديين. وقال مقاتلون من المعارضة إنهم سيطروا على البوابة إلا أن بعض المعارضين قالوا إن القتال مستمر ولم يسيطر أي من الجانبين على البوابة بعد.

وقال نشط جرى الاتصال به هاتفيا وطلب عدم نشر اسمه “لم يحقق أحد مكاسب بحق هنا.. الوضع قتال وقتال وناس تهرب في فزع.” وأضاف أن الجثث ملقاة في الشوارع والسكان لا يخرجون لنقلها خوفا من القناصة.

ويعكس الجمود العسكري في سوريا جمودا دبلوماسيا مع تواصل الخلاف بين القوى الكبرى بشأن كيفية التصرف في مواجهة الازمة. وبينما تدعم دول غربية وعربية خليجية المعارضة يبدو اغلب الدول محجما عن التدخل بينما تدعم كل من روسيا والصين وايران الاسد.

واقترب القتال من المناطق الحدودية السورية ووصلت بعض القذائف إلى اراضي لبنان والعراق وتركيا. وحذرت تركيا من انها ستتخذ اجراءات اذا وصل اطلاق النار إلى اراضيها مرة أخرى. وكانت قذيفة مورتر قد اصابت بلدة بجنوب شرق تركيا يوم الجمعة.

وقال مستشار للزعيم الأعلى لإيران ان الأسد سيتمكن من إخماد الانتفاضة وتحقيق نصر على الولايات المتحدة وحلفائها في خطوة ستكون ايضا نصرا لإيران. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن علي اكبر ولايتي قوله “انتصار حكومة سوريا على المعارضين في الداخل وامريكا وانصارهم الغربيين والعرب الآخرين يعد انتصارا للجمهورية الإسلامية الايرانية.” واضاف “انتصار الحكومة السورية اكيد.”

ويدافع الاسد دائما عن حملته الامنية الضارية التي يشنها ضد معارضيه ويقول ان قواته تقاتل متشددين اسلاميين يتلقون تمويلا من الخارج وقرأ معارض جرى الاتصال به هاتفيا رسائل نصية أرسلت إلى الهواتف المحمولة السورية منذ أن أعلن المعارضون في حلب هجومهم الجديد. وتطلب الرسائل من المعارضين الاستسلام. وتقول احدى الرسائل “أيها المتورط بحمل السلاح ضد الدولة: من قبضوا الأموال باسمك وضعوك بين خيارين.. إما أن تقتل في مواجهة الدولة وإما أن يقتلوك للتخلص منك.. الدولة أرحم لك.. فكر وقرر.”