وصف العميد السوري المنشق، مناف طلاس، الرئيس بشار الأسد بالمتواضع والمحب لشعبه، إلا أن الأوضاع الحالية التي تعصف بالبلاد ونصائح الدائرة الضيقة التي حوله غيرت ملامح شخصيته.
وفي المقابل أكد طلاس على أهمية عدم تكرار السيناريو العراقي والأفغاني من خلال السماح بالتدخل العسكري الخارجي على الأراضي السورية.
وقال طلاس، ابن وزير الدفاع السوري الأسبق العماد أول مصطفى طلاس، في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية: “كان الرئيس بشار الأسد صديقي، وهو متواضع ويحب الشعب السوري، إلا أن الأزمة غيرته، وأصبح لديه ردود فعل عدائية لما يحصل من حوله”.
وأضاف طلاس: “أعتقد أن الرئيس السوري ينتهز الوقت الإضافي الممنوح له دولياً، والنظام السوري ذكي بحيث يعرف أنه لا يوجد قرار دولي يجبره حالياً على التنحي، وحالما يعي الرئيس بشار الأسد أن هناك قراراً دولياً بصدد الصدور، فسيتنحى”.
وفيما يتعلق بالطائفة العلوية الموالية لنظام بشار الأسد، قال طلاس:”النظام السوري والحلقة الضيقة حول الرئيس يحكمون الطائفة العلوية من خلال تخويفهم، وبمجرد اتضاح الصورة المستقبلية، سنلاحظ انشقاق العلويين والمسيحيين والدروز وباقي أطياف المجتمع السوري، وعليه لا بد من إيصال الصورة الحقيقية للأقليات السورية بان مكانهم موجود في المجتمع السوري الجديد”.
وأشار إلى أن “ما يخيف العلويين حاليا هو وصول الإسلاميين إلى السلطة، حيث انهم سيعتبرون كفارا، وحالما تتضح صورة وطنية وقرار دولي يشمل المجتمع السوري، عندها سينشقون”.
إلى ذلك، شدد طلاس على اعتقاده بعدم وجوب اي تدخل خارجي في سوريا، مؤكداً أن القوات السورية لن تشكل خطراً على قوات حلف شمال الأطلسي إذا ما فُرض تدخل عسكري خارجي أو حتى مناطق حظر الطيران، إلا أنه رفض تكرار السيناريو العراقي والأفغاني والليبي في سوريا، مضيفاً “نحن نريد أن يحقق السوريون انتصارهم بأنفسهم”.
كما لفت إلى أن النظام السوري يعمل على عسكرة الثورة، وإلقاء اللوم على الإسلاميين المتشددين، وهو يعلم مدى حساسية المجتمع الدولي تجاه المتشددين الإسلاميين، وهذا هو المنهج الاستراتيجي للنظام.
ولفت في حديثه إلى أنه منذ البداية رفض الطريقة التي يتعامل بها النظام مع الأزمة، كما رفض القيام بأي أعمال قتل أو ضرب للمتظاهرين الذين يحملون مطالب شرعية. وأوضح أنه قطع علاقته بالرئيس بشار الأسد، لأنه علم أن ما يقوم به سيقوده إلى نفق مظلم.
وكشف طلاس أنه بحكم مركزه العسكري وصلته القريبة ببشار الأسد، قيل له إذا ما لزم الصمت سيكون في مأمن، وبالفعل التزم الصمت. وأوضح أن صمته كان عبارة عن طريقة ليوصل بها عدم موافقته على ما يقوم به بشار بحق شعبه.
وختم قائلا:”آخر مرة قمت بالتواصل مع الرئيس بشار الأسد كانت في حزيران العام 2011، حيث قلت له لا بد من أن تقدم شيئاً للشعب، وأن هذه الثورة حقيقية ولا بد لك من السير مع التيار، والتفاعل مع هذا الحراك الداخلي من خلال دعم الديموقراطية بالبلاد، ورفض كل ذلك، وقادته الحلقة الضيقة التي حوله إلى التعامل مع هذه الأزمة بالطريقة الحالية”.