- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مسرحية نتانياهو … الكاريكاتورية

واشنطن- نجاة شرف الدين

على وقع التحاليل والنقاشات التي يشهدها الإعلام الأميركي حول العلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراءالإسرائيلي بنيامين نتانياهو ، وفي ظل الحملات الإنتخابية المتصاعدة للرئاسة الأميركية قبيل خمسة أسابيع عن موعد الانتخابات في السادس من تشرين الثاني ، إكتفى أوباما بإتصال هاتفي دام عشرين دقيقة مع نتانياهو بسبب ضيق الوقت ، وهو ما حتم أيضا على أوباما عدم لقائه لأي من الزعماء المشاركين في الجمعية العامة للامم المتحدة.
أوباما الذي كلف وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون لقاء  نتانياهو في نيويورك ، لم يتأخر عن المشاركة هو وزوجته ميشال في برنامج ” the view ” الذي تعرضه قناة ABC الأميركية وتقدمه خمس إعلاميات منهم ” باربرة والترز ” وتم تصويره في نيويورك ، وتحدث فيه عن علاقته مع ميشال والعائلة .
في هذه الأجواء ، صعد نتانياهو إلى منصة الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، متأبطا دفتره المدرسي ، ليقدم وبلكنة أميركية مميزة ، مشهدا دام أربعين دقيقة ، تحدث بمعظمه عن إيران، ولم يتبق مما قاله سوى الأداء المسرحي الذي شرح فيه كأستاذ وعبر صورة كاريكاتورية تمثل قنبلة وهو ما بات يعرف ب ” cartoons bomb” ، للمراحل الثلاث التي تمر بها ، محددا  الخط الأحمر ، عند نهاية المرحلة الثانية قبل الوصول إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من القنبلة النووية  .
هذا الشرح عبر الرسم الكاريكاتوري، توقفت عنده وسائل الإعلام الأميركية في تعليقها على كلام نتانياهو، معتبرة أنه وضع الخط الأحمر ليس فقط بالنسبة لإسرائيل وإنما أيضاً بالنسبة لأميركا في موضوع إيران  لأن أوباما لم يوضح ما هية الخط الأحمر وحدوده ، وفي المقابل هناك من إعتبر أن مجرد تحديد الخط في المرحلة الثانية وهي في الربيع أو الصيف المقبلين ، فهو تراجع عن التهديد بالضربة على إيران  ، على الأقل حتى ما بعد فترة الانتخابات الأميركية ، وبالتالي خرج نتانياهو بمشهد في الظاهر منتصر ، وفي الواقع أعطى مزيدا من الوقت ، بغياب الموافقة الأميركية على الضربة في الظرف الحالي ، وعدم ذهابه إلى توجيه ضربة منفردا .

في الشكل ، أجمع العديد من المعلقين على إعتبار عرض نتانياهو  المسرحي سخيفا ، لجهة رسم كاريكاتوري قديم لشكل القنبلة وكأن وسائل الإنترنت الحديث لم تصل إليه ، أو ربما أراد وعن قصد أن تكون هذه الصورة هكذا لتبقى في الأذهان ، أما في المضمون ، فيبدو أن ما سيبقى ، لن يتعدى قول ” إن نتانياهو مر من هنا ” بعرضه المسرحي الكاريكاتوري  …