- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أدوية خطرة تباع في الأسواق

باريس – «أخبار بووم»
صدر مؤخراً كتاب يحمل عنواناً نصفه مطمئن والنصف الآخر مخيف «دليل ٤٠٠٠ عقار مفيد ومضر … وخطر» (Guide des 4000 médicaments utiles, inutiles ou dangereux) وضعه البروفسور «فيليب إفين» (Philippe Even) والبروفسور «برنار دوبريه» (Bernard Debré). وقد هز هذا الكتاب الوسط الطبي في فرنسا وأوروبا نظراً لتشابك القوانين الأوروبية مع القوانين الوطنية. خصوصاً وأنه يحوي لائحة عقاقير «خطرة على الصحة» وتباع بكميات في صيدليات أوروبا وفرنسا.
«أخبار بووم» تفتح هذا الملف المهم للصحة العامة وتضع أهم ما ورد في الكتاب في متناول القراء العرب.
يبدأ الكتاب بجردة إحصائية عامة مبنية على الأرقام المتوفرة في المستشفيات الفرنسية وكليات الطب حيث يدرس الطبيبان الشهيران. فمن المعلوم أن النظام الطبي الفرنسي يفرض إجراء فحوصات عام لكل مريض يدخل المستشفى الخاص أو العام ويتم تغدية إحصائيات كليات الطب والمختبرات بهذه الأرقام «المغفلة» التي لا تظهر هوية المريض ولكنها تفيد مراكز البحث وتعطي مؤشرات حول «فاعلية العقاقير» وطرق التداوي.
تشير هذه الأرقام إلى أن ٥٠ في المئة من العقاقير المتوافرة في الصيدليات غير نافعة وإن كانت غير مضرة. بينما ٤٥ في المئة يمكن التعويل عليها للشفاء ومداواة المرضى. أما الرقم المخيف فهو المتبقي من النسبة المئوية أي ٥ في المئة من الأدوية «مضرة لا بل هي خطرة».
ويقول البروفسوران إن هذه الدراسة «شاملة» بمعنى أنها جردت كافة الأدوية المباعة في الأسواق والمرخصة وقارنتها بنتائج مفاعيلها على المرضى.
بالنسبة للأدوية غير النافعة من دون أن تكون مضرة فإن الضرر هو اقتصادي وينعكس على ميزانية الضمان الصحي. وتبلغ الخسارة في فرنسا ١٠ مليار يورو (١٣ مليار دولار). بالنسبة للأدوية الخطرة فإن وزارة الصحة لا تسحب من التداول أي دواء «ما لم تحصل حادثة تبرز الخطر» وهو ما حصل مع عقار «ميدياتور» (Médiator) الذي خلف الآلف من الضحايا قبل أن يسحب من التدوال. كما تناولت «أخبار بووم» سابقاً ملف ضحايا  عقار «Thalomid» حيث اكتفت الشركة الالمانية المنتجة بالاعتذار وهي الآن أمام المحاكم.  ويصدر من حين لآخر تحذيرات من وزارة الصحة أو المفوضية الأوروبية للصحة حول عقار معين مثل التحذير الأوروبي من عقار «سترونتيوم» المعروف تجارياً بـ«بروتيلوس» ( Protelos). وأشار الطبيان إلى أنه في بعض الأحيان يتم سحب عقارات من السوق الأوروبية أو الأميركية في حال «ثبوت» الضرر، ولكن وللأسف فإن السحب يتم بعد مرور فترة زمنية ضرورية لإثبات علاقة مباشرة بين النتائج المرضية (أو الوفاة) وبين العقار. وقد حصل مؤخراً ذلك بالنسبة لعقار «أفاستين» (َAvastin) معالجة سرطان الثدي المعروف باسمه التجاري «بروتيلوس».
وليس بالضرورة تبيان الضرر بشكل مباشر أو خلال فترة زمنية قصيرة، ففي بعض الأحيان يصعب جداً الربط بين العوارض وبين الدواء. وقد تطلب مثلاً ربط عوارض جانبية مثل الهوس الجنسي أو الإدمان على القمار  وعقار «ريكويب» (Requip) (http://www.akhbarboom.com/archives/3363).
من هنا يقول البروفسور دوبريه والبروفسور إفين بضرورة إجراء «جردة كاملة لكافة المستحضرات الطبية المتواجدة في الصيدليات» وإجراء تقاطع بين ما «يراه ويلاحظه» الأطباء من ردات فعل أو عوارض جانبية وبين العقاقير المستعملة.
ولا يتردد الكتاب في جرد عشرة عقاقير «يجب تجنبها» ومنعها من الأسواق، ونضعها هنا بتصرف السلطات الصحية في العالم العربي:
١- مضاد للالتهابات معروف باسم «كيتوم» (Ketum) وهو بشكل مرهم يستعمل لتدليك العضلات الملتوية، وقد لوحظ أنه يتسبب بحروقات جلدية قوية.
٢- «بروتيلو» (Protelos) وهو عقار مضاد لمرض تفتت العظام (antiostéoporose)، يؤهب لانسداد الرئة وقد لوحظ ٨٨٤ حالة عوارض مزعجة وقد توفي ٨ أشخاص من جراء تناوله.
٣- عقار مداواة الإدمان على التدخين المعروف باسم «زيبان» (Zyban) يصيب من يتناوله بالكآبة وفي البعض الأحيان يقود إلى حالات هلوسة يمكن أن تقود نحو الانتحار.
٤- حبة منع الحمل من الجيل الثالث المعروفة تجارياً بـ«فارنولين» (Varnoline) تتسبب بانسداد الرحم لدى المرأة.
٥- «هيكساكوين» (Hexaquine) يوصف لمعالجة تصلب العضلات ولكنه وضع أساساً لمعالجة الملاريا، ولكن تبين أنه يتسبب بإشكالات عى صعيد القلب والكلى.
٦- «ريكويب» (Requip) المذكور أعلاه والذي يوصف أيضاً لمرض «باركينسون» والذي له تأثير مباشر على الحياة الجنسية للمريض.
٧- «ريتالين»(Ritaline) يوصف لقدح انتباه الأطفال (psychostimulant)، ولكنه تبين أنه يسبب شرود ونعاس ودوخة ويضعف النظر.
٨- «فاستاريل» (Vastarel) يوصف لعلاج الأوعية الدموية وزيادة مرونتها ومحاربة التصلب فيها إلا أنه يتسبب بعوارض على مستوى القلب بشكل خطر.
٩- «أللي» (Alli) يوصف لمحاربة السمنة ولكنه يتسبب بأمراض الكبد.
١٠- «فيكتاريون» (Vectarion) يوصف لتسهيل التنفس، ويقول عنه البروفسور إيفن إن منفعته مثل منفعة فنجان القهوة.