- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

التظاهرات تعمّ العالم رفضاً للنظام الاقتصادي

التظاهرات تحولت إلى مواجهات في روما

التظاهرات تحولت إلى مواجهات في روما

رفضاً للنظام الاقتصادي العالمي ولسياسة الشركات والبنوك الكبرى، احتشد محتجون في مختلف أنحاء العالم لتوجيه صرخة غضب، السبت 15 تشرين أول/ أكتوبر، في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين، يتهمونهم بتدمير اقتصاديات العالم. وقد خرج المحتجون من نيوزيلاند الى آلاسكا، ومن لندن وفرانكفورت إلى نيويورك، متأثرين بحركة «احتلوا وول ستريت»، وتلبية لدعوات كانت غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر أن «القوى الحاكمة تخدم مصلحة قلة قليلة، وتتجاهل أوضاع الأغلبية الغالبة، وتغض الطرف عن الثمن الإنساني والبيئي الذي ندفعه جميعا».

وشهت إيطاليا أقسى المواجهات، حيث قام متظاهرون بإشعال النار في مبنى تابع لوزارة الدفاع في روما، حسب ما أوضح مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، مضيفاً إن نحو مئة شخص ملثمين أشعلوا النار في سيارتين في المكان نفسه. ولم يتمكن رجال الإطفاء من الوصول إلى المكان بسبب تظاهرة «الغاضبين» التي ضمت عشرات آلاف الأشخاص، والتي كانت تتقدم من دون حوادث. إلا ان هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية، «بي بي سي»، أفادت أن ناشطي تظاهرة الاحتجاج على الازمة المالية في روما، كسروا زجاج واجهات احد المصارف واحد المتاجر واحرقوا بعض السيارات. واضطرت الشرطة الى استخدام قاذفات الماء والغاز المسيل للدموع ضد مئات المحتجين بعد ان بدأوا برمي زجاجات حارقة نحو أفرادها ما اسفر عن اصابة 70 شخصا.

واحتشد آلاف المحتجين، في أكثر من 50 مدينة ألمانية ضد المصارف رافعين لافتات تقول: «أنتم تدمرون مستقبلنا»، و«أنتم تلعبون بحياتنا». وشهدت فرانكفورت أكبر هذه التظاهرات، أمام البنك المركزي الأوربي، حيث تجمع نحو 5000 شخص، بحسب تقدير الشرطة المحلية في فرانكفورت. وكانت برلين مسرحا لتظاهرة شارك فيها أكثر من 1200 شخص، بحسب الشرطة. وشهدت مدن كولونيا وهامبورغ وهانوفر وشتوتغارت وغيرها تظاهرات مشابهة.

أما في بريطانيا، فكانت وسائل الاعلام قد افادت في وقت سابق، ان افراد الشرطة منعوا ناشطي فعالية الاحتجاج من الوصول الى مقر بورصة لندن. ونقلت محطة «بي بي سي» ان مئات من ناشطي حركة «احتلوا بورصة لندن»، الذين حملوا شعارات «غولدمن ساتش هو مؤامرة الشيطان» و«لا للتسريحات»، اعتزموا احتلال ساحة «باتيرنو ستير» التي يقع فيها مبنى البورصة. لكن أفراد الشرطة حالوا دون ذلك. وبعد فشل محاولات اختراق الحواجز قام المتظاهرون بتنظيم مسيرة في أحياء مجاورة لمنطقة البورصة. وشارك مؤسس موقع «ويكيليكس» الالكتروني جوليان أسانج في مظاهرة الاحتجاج على النظام الاقتصادي العالمي التي جرت في  حي «سيتي» بلندن، والقى كلمة في المتظاهرين.

وكان سكان مدينة اوكلند النيوزلندية اول من استجاب لنداء التظاهر، فتجمع في ساحة المدينة الرئيسية نحو 3 الاف شخص هتفوا بشعارات احتجاجهم. وفي العاصمة فيلينغتون شارك في فعالية الاحتجاح 200 شخص، في حين تجمع عند مبنى بنك الاحتياط الأسترالي في سيدني نحو ألفي شخص، بينهم ممثلو مختلف النقابات والسكان الاصليين.

أما في كندا، فقد ايدت حملة الاحتجاجات، في اوتاوا وتورنتو ومونريال وفانكوفير وغيرها من المدن، نقابة عمال صناعة السيارات ونقابة العاملين في قطاعات الاتصالات والطاقة وصناعة الورق. والتقى المتظاهرون في تورنتو عند البورصة المحلية في منطقة بي ستريت، حيث تجمعوا تحت شعار «احتلوا بورصة تورنتو»، على غرار الشعار الامريكي «احتلوا وول ستريت».

وفي الفيليبين، تجمع عشرات المتظاهرين عند مبنى السفارة الاميركية في العاصمة مانيلا، رافعين شعارات «الفليبين لا تباع!» و»تسقط الامبريالية الاميركية!». وعند مقر البورصة التايوانية في تايبه، هتف اكثر من 100 شخص بشعار «نحن 99% تايوانيون!»، معتبرين ان النمو الاقتصادي في الجزيرة كان في صالح الشركات وحدها.

وحسب شبكة «سي أن أن»، خرج الى الشارع في طوكيو، نحو 200 شخص تحت مختلف اللافتات، وبينها «لا للسلاح النووي!» و»في سبيل التبت حرة!». كما خرج مئات من الاشخاص في مظاهرات الاحتجاج في هونغ كونغ.

ودعما لفعالية الاحتجاج على «الارهاب المالي»، خرج الى الشارع سكان عاصمة كوريا الجنوبية، سيول، المحتجون على «المشاكل الاقتصادية في العالم». وفي اندونيسيا، تجمع عشرات الاشخاص والمقنعين قرب مبنى السفارة الامريكية في جاكارتا، مطالبين «بالقضاء على السلطة الاميركية والنظام الامبريالي».

وكانت الاحتجاجات، التي لا تزال مستمرة، بدأت في نيويورك في 17 سبتمبر/ ايلول الماضي، حيث اقام المشاركون في الفعالية، تحت شعار «احتلوا وول ستريت»، مخيما بجوار بورصة نيويورك.