هدّد النائب في المجلس الوطني التأسيسي التونسي والأمين العام لحركة الديموقراطيين الاشتراكيين أحمد الخصخوصي، بالاستقالة من المجلس التأسيسي، الذي قال إنه في “حالة اغتصاب” حالياً. وأعلن أنه سيدخل في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من الغد، متهماً حركة “النهضة” الإسلامية، بالسعي إلى “تركيع” المناطق الداخلية، التي لم تُصوت لها خلال انتخابات 23 تشرين الأول الماضي.
وقال الخصخوصي، اليوم، لوكالة “يونايتد برس إنترناشيونال”، إنه يرفض أن يكون “شاهد زور في مجلس تأسيسي تحول إلى أداة لتمرير أجندات حركة النهضة الإسلامية التي لا تسعى إلى تحقيق أهداف الثورة، ولا تُقدم المصالح العليا للوطن على حساباتها الحزبية الضيقة، كما لا تكترث بمعاناة المناطق الداخلية”.
ولفت إلى أن عدداً من النواب، أبدوا أيضاً استعدادهم للاستقالة من المجلس التأسيسي، منهم محمد براهمي ، ومراد العمودي، وهشام حسني، وحطاب بركاتي، موضحاً أن القائمة ستضم عدداً أكبر من النواب ساعة الإعلان عنها.
واعتبر الخصخوصي أن هذه الخطوة ضرورية، موضحاً “أننا أصبحنا في المجلس الوطني التأسيسي بمثابة الديكور، والواجهة الشكلية، بل عبارة عن دمى، وصور متحركة، وهو أمر رفضناه في السابق، ولسنا على استعداد لقبوله الآن في زمن الثورة”.
وقال إن “الثورة التونسية التي أطاحت بنظام بن علي في 14 كانون الثاني 2011، سُرقت”، مضيفاً أن “المجلس الوطني التأسيسي الذي تم انتخاب أعضائه في 23 تشرين الأول من العام الماضي، هو في حالة اغتصاب حالياً”.
وأشار إلى أن “اغتصاب” المجلس التأسيسي تم منذ الإعلان عن الاتفاق الثلاثي بين حركة النهضة الإسلامية، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات، الذي أسفر عن الائتلاف الحالي الذي يقود البلاد.
وقال إن ما تعيشه محافظة سيدي بوزيد حالياً من حملات اعتقال وقمع “يندرج في سياق مسعى انتقامي باعتبار أن حركة النهضة لم تفز بغالبية المقاعد هناك خلال انتخابات 23 تشرين الأول الماضي”.
وتابع” ليس في هذا القول تجنياً على أحد، ذلك أن الجميع يعرف أن حركة النهضة التي تريد تغيير الخارطة السياسية والاجتماعية والإدارية في محافظة سيدي بوزيد وبقية المحافظات، تسعى في واقع الأمر إلى كسر إرادة الشعب، والانتقام منه، حتى أن شرارة الحقد والضغينة والغل تتطاير من عيون العديد من مسؤولي النهضة كلما ذُكر اسم سيدي بوزيد”.