- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بحثاً عن حل فرنسي وإيجابي للأزمة السورية

هارولد هيمان
سؤال يفرض نفسه: كم هو عدد الجهاديين في الجيش السوري الحر حسب تقدير الكي دورسيه؟
منذ زمن قصير بدأت الدبلوماسية الفرنسية ترسم خطة بسيطة ولكنها جدية للتأثير إيجابياً على الأحداث السورية. إن وصف الخطة بالـ« «إيجابي» مهم جداً لأن الكي دورسيه لا تريد انتصاراً حاسماً للجيش السوري الحر في حال قادت الأمور إلى إنشاء «خلافة». لا ينكر الدبلوماسيون الفرنسيون وجود عناصر أجنبية ضمن تشكيلات الجيش السوري الحر، رغم عدم إمكان تقدير عدد «الجهاديين الغرباء»، كما أن تعبير «جهاديين غرباء» هو بحد ذاته تعبير غريب وغير واضح. كم تبلغ نسبتهم؟ ١٠ في المئة؟ ٥٠ في المئة؟ بالطبع يحتفظ الدبلوماسيون بتلك الأرقام لأنفسهم.
تعبير «الإيجابية» يعني أن الجيش السوري الحر في حال انتصر عليه أن يكون «تلوينه الجهادي أقل ما يمكن»، يمكن غض النظر في حال كان التلوين «محافظاً سنيا». يمكن القبول أيضاً ببعض المسيحيين. للمفارقة ظهر في فيديو أحد «أنصار الله» يقول عن نفسه إنه مسيحي ويتقلد صليباً كبيراً على صدره يقف وراء قائد يتلو بيانا. ومطلوب أيضاً بعض العلويين. هذه بعض العناصر التي يمكن أن تجعل من الجيش السوري الحر تنظيماً مقبولاً.
لنعد للخطة الفرنسية: إن الفرنسيين يراهنون على استراتيجية لا تعتمد فقط على انتصار للجيش السوري الحر. الفكرة هي محاولة التوصل لهدنة في القتال يعقبها تنحي بشار الأسد، وانتقال ديموقراطي. على الورق إنها خطة رائعة، ولكن في الواقع فهي تصل قصة للأطفال. إلا أن ما لا يقوله الفرنسيون فهو أنهم يريدون إيجاد «مناطق محررة».
يستعمل الدبلوماسيون كثيراً هذا الوصف «مناطق محررة». يريدون «حوض سكاني يحوي على الأقل ٧٠٠ ألف سوري» ما بين إدلب وحلب ودير الزور، أي ما بين الخمس والاثني عشر قرية يخضعون لإدارة لا يتردد إيريك شوفاليه، السفير الفرنسي في سوريا، من مقارنتها بإدارة البلقان، أي حكومة محلية تستقبل المعونات الفرنسية والدولية، ويتكلم الديبلوماسيون عن عشرات الملايين سوف يذهب معظمها للمساعدات الإنسانية.
في النهاية يمكن القول أن الكي دورسيه والإليزيه ضاقا ذرعاً ببشار الأسد بسبب الهوس من «مرحلة ما بعد الأسد»، وهي حالة مشتركة مع كافة الدبلوماسيات الغربية. يمكن الحزم بأنهم ليسوا مغرومين بالجيش السوري الحر، ويراهنون على السكان المحليين أكثر من مراهنتهم على المجلس الوطني السوري.
أن فرنسوا هولاند كان أول رئيس دولة في العالم يقابل عبد الباسط سيدا في باريس، وأتى ذلك في محاكاة للقاء ساركوزي مع مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني المؤقت الليبي على درج الإليزيه. سيكون لكل منهما صورة تذكارية يحتفظ بها ولكن هل يريد أن تكون تلك الصور في كتب التاريخ؟

Harold Hyman