- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

انجاز لا أكثر

جمانة فرحات
قد يُقال الكثير حول توقيت ارسال حزب الله الطائرة من دون طيار للتحليق في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومدى ارتباط التوقيت بالأزمة السورية وتطوراتها. وقد يقال ما هو أكثر حول الرسائل المتعددة التي عمد حزب الله ومن خلفه إيران إلى ايصالها لإسرائيل بعد مسارعة الحزب لتبني الطائرة، وخصوصاً في ظل عودة الحديث عن امكانية توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية وتحديد خطوط حمراء لها.
لكن المهم يبقى الانجاز وهو متعدد الأوجه. انجاز لأن عناصر من حزب الله، قاموا بتجميع الطائرة، وهو إن دل على شي فليس سوى التطور غير المسبوق الذي وصل إليه البنيان العسكري للمقاومة، وتذكير للجميع بأن الانخراط اليومي في آتون السياسة اللبنانية ومشاكلها وحتى تداعيات الأزمة السورية لم يؤثر على جهوزية المقاومة وأن العين كانت وستبقى على حدود فلسطين.
وانجاز لأن الطائرة نجحت في التحليق والسير في سماء فلسطين المحتلة، من دون أن تتمكن أجهزة الدولة العبرية من رصدها إلا بعد حين. وانجاز لأن ما جرى هو الأول من نوعه منذ سنوات طوال، كان خلالها المجال الجوي فوق فلسطين المحتلة حكراً على الطائرات المتطورة للجيش الإسرائيلي، بينما كانت الأجواء اللبنانية شاهدة بشكل يومي على اختراق الأجواء من قبل نفس الطائرات دون أن يحرك أحد ساكناً تجاهها.
أما الانجاز الاضافي فهو ذلك القلق الذي من المؤكد أن قادة الجيش الإسرائيلي ونخبه السياسية يعيشون في ظله اليوم، ولن يتخلوا عنه قريباً بعدما تأكدوا من أن السماء لم تعد لهم، بل أصبحت مكشوفة متى ما اختار الحزب التوقيت. ويحسب للحزب أنه الوحيد القادر مرة بعد أخرى على كسر هيبة الجيش الإسرائيلي … فمعركة وادي الحجير لا تزل ماثلة في أذهان الجميع.