- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اشتباكات بين الإخوان ومتظاهرين في ميدان التحرير

قال شهود عيان إن مصابين سقطوا يوم الجمعة في اشتباكات بالحجارة بين متظاهرين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي ومناوئين لهم في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي. وقال شاهد لوكالة رويترز “رأيت فتى وجهه غارق في الدماء. رأيت ملتحيا والدم ينزف من جبهته. رأيت ثالثا يضع يده على رأسه.” وقالت شاهدة “رأيت رجلا مصابا في كتفه.” وقال مسعف إن مصابا نقل إلى المستشفى للعلاج. ويسمع دوي صفارات سيارات إسعاف بالميدان وفي أكثر من شارع يؤدي إليه.

وكان عشرات الشبان الذين يعتقد أنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين رشقوا نشطاء فوق منصة بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد أن هتف أحدهم “يسقط يسقط حكم المرشد” في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ثم صعدوا إلى المنصة وحطموا أجهزة الصوت وطردوا نحو عشرة نشطاء كانوا فوقها. ولاحقا فكك مؤيدو الإخوان المنصة ومزقوا قماشا كان يعلوها للاحتماء به من أشعة الشمس.

وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة في شارع محمد محمود الذي فر إليه النشطاء مع بداية الاشتباكات لكن مؤيدي الإخوان أمسكوا بعدد منهم وأوسعوهم ضربا. وكان الناشط الذي ردد الهتاف المناويء للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال بعد صلاة الجمعة إن المنصة مقامة لمحاسبة مرسي على المئة يوم الأولى من فترة رئاسته.

ورد عليه مؤيدو الإخوان قائلين “انزل انزل.. مرسي مرسي”.

وهتف مؤيدو الإخوان وهم يلاحقون النشطين في شارع محمد محمود “حرية وعدالة مرسي وراه رجالة” ورد عليهم النشطاء بهتاف مناويء يصف أنصار الرئيس المصري بالقمامة. ويشير هتاف مؤيدي الاخوان إلى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الذي كان مرسي رئيسا له قبل فوزه بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر.

وقال مرسي إنه حقق نحو 70 في المئة من الإنجازات التي قال إنه سيحققها في المئة يوم الأولى من رئاسته لكن مصريين كثيرين قالوا إنهم لم يلمسوا تحقيق الكثير من وعوده.

ووعد مرسي قبل انتخابه بمعاقبة قتلة نحو 850 متظاهرا خلال الانتفاضة لكن محاكم الجنايات واصلت إصدار أحكام بالبراءة لرجال شرطة اتهموا بقتلهم.

وبرأت محكمة جنايات القاهرة يوم الأربعاء 24 بينهم مسؤولون كبار في عهد مبارك اتهموا بتدبير هجوم على المشاركين في الانتفاضة في ميدان التحرير قبل إسقاط الرئيس السابق مما أثار غضبا شعبيا. وبين من نالوا البراءة رئيس مجلس الشعب السابق فتحي سرور الذي قالت وسائل إعلام محلية إنه أفرج عنه يوم الجمعة.

وقرر مرسي يوم الخميس تعيين النائب العام عبد المجيد محمود سفيرا لمصر لدى الفاتيكان فيما بدا أنه إبعاد له من المنصب لكن محمود أعلن أنه باق في منصبه ولاقى تضامن قضاة كثيرين. وكان النشطاء الذين دعوا للانتفاضة طالبوا بإقالة محمود الذي عين بقرار من مبارك رافعين شعار “تطهير القضاء”.

وبينما كان مرسي يخطب في مصلين بعد صلاة الجمعة بمدينة الإسكندرية الساحلية هتف المصلون “الشعب يريد تطهير القضاء” ورد مرسي قائلا إنه حريص على استقلال السلطة القضائية التي طالبها في نفس الوقت بأن تعيد ترتيب أوضاعها لتلبي متطلبات معاقبة من قتلوا المتظاهرين.

وتكررت الاشتباكات أكثر من مرة في ميدان التحرير وتحولت إلى كر وفر في شارع محمد محمود.

وفي وقت لاحق عاد النشطاء بأعداد أكبر إلى التحرير مرددين الهتافات وبينها “بيع بيع بيع الثورة يا بديع” و”يلا (هيا) يا مرسي ارحل غور خلي مصر تشوف النور” ورد بعض مؤيدي الإخوان مطالبين بالوحدة وهتفوا “إيد واحدة” لكن نشطاء هتفوا ضدهم “إيد وسخة (قذرة)”. ودخلت الميدان مسيرات من النشطاء قادمة من مناطق مختلفة في القاهرة الأمر الذي يمكن أن يكون من شأنه المزيد من الاشتباكات.

ويقول معارضون إن جماعة الإخوان المسلمين تحاول الهيمنة على مصر التي يمثل المسيحيون نحو عشرة في المئة من سكانها. كما يخشى مسلمون من تطبيق صارم لأحكام الشريعة في المستقبل.

وتواجه كتابة مسودة للدستور يهيمن عليها الإخوان معارضة من سياسيين ونشطين علمانيين ومسيحيين.