اليكِ “أنتِ” بتاء تأنيث من بدء الخليقة الى أدوار اللغة ، العشق والشبق ، أنثى بطول الارض وعرضها أهدي هذه الكلمات :
علي السقا
قالت :
في البدء كنتُ أنا ، وان شئت تتبّع الأصل ، فسل نفسك عن بدء التكوين. عن أصل الحكاية. في البدء كنتُ أنا. المولودة من رحمي. مولودة من حب. أنا مولودة حبّ. كنت الحب ، وكنتَ شهوة آدم. صرتُ الحبّ ، وبقيت آدم.
في البدء كنتُ أنا ، أصل الحكاية. عفّرت رحمي بتفاحة ملعونة وأخرجت….لأصنع جنتي. حللتُ فيها ، وكنت البداية . بداية تلك التي أعطيتها مني ، فسميتها الارض.
في البدء كنت أنا ، من قُتلت مرتين . من وزر الخطيئة التي حُمّلت، وما كنت قد أخطأت. فأنا في الأصل كنت حباً ، صرت أنثى ، صرت حباً ، وبقيتَ آدم. ومن شهوتك فيّ ، خطيئتك الازلية، عندما كنت امرأة هابيل .غرّتك الاثنى التي معه وفيه ، حتى قتلته ، قتلتني.
انت الذي ما زال يبحث عني ، وانا في الاصل حب ، منتهى الحبّ. اعلم ، اني عندما حللت هنا ، على هذه الكتلة البيضاوية التي سميتها الارض ، اطلقت نفسي صفات للاشياء. فكانت كما أردت لها ان تكون. فأصبحت هي .هي السماء ، هي الشمس ، هي الارض ، هي الريح ، هي الماء ، هي أنا الانثوية التي لا مفر منها. ابحث في عيني عنيّ .
عن نسل النساء ،عن ملكات حكمنك وجاريات انهكنك لتبلغ اللذة ،
عن متصوفات خلعن على الحب صفته الاولى ، فكان الله. أو عن نساء يبحثن عن الله فيك ، عن الحب.
اسأل عني أوراق شاعر كان يبحث عن انوثته فيّ ، قائلاً :
“حيـن تطليـن ،
تَـرِن فِـي جِسْمِـك ، جَمِيـع الأَنهـار
تَقرع السماء أَجراسـاً
وَيَغمر العَالَـمَ نَشِيـد
فَقَـط أَنت وَأَنَـا،
فَقَـط أَنتِ وَأَنَـا،حَبِيبَتِـي،
نَسمعــه”.
وان تعذّر عليكَ الوصول اليّ ، فسل تلك التي في داخلك ، سلها هي وحدها، تلك الروح المولودة أنثى.