- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: ميقاتي في مواجهة أزمة الموازنة

«استقالة” لا استقالة». يبدو أن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، واقع بين خيارين أحلاهما مر بالنسبة إليه، ولاسيما في ظل استمرار الخلاف بين الأكثرية الجديدة حول ملف تمويل المحكمة الدولية التي يصر حزب الله ومن خلفه التيار الوطني الحر على تجاهله، فيما يصر ميقاتي مدعوماً من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان على الوفاء بالالتزامات الدولية، وخصوصاً بعدما قدم الأخيران، خلال مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، تعهدات حول الموضوع.
ومن هذا المنطلق، يحلو لميقاتي في هذه الأيام، اللجوء إلى لعبة التسريبات والتسريبات المضادة، على طريقة “ضربة على الحافر وضربة على المسمار”. فيوعز إلى مقربين منه التأكيد انه لن يتردد في اللجوء إلى خيار الاستقالة، قبل أن يعود مجدداً إلى أوساطه نفسها بعد ساعات للتأكيد أن “الحديث عن هذا الموضوع ليس في محلّه وبلا جدوى”.
ومع تفاعل موضوع الاستقالة، أطل ميقاتي بنفسه من خلال صحيفة “الأخبار” اللبنانية ليؤكد في
مناسبة مرور ١٠٠ يوم على تأليف الحكومة أن «الحكومة ماضية في عملها، ومستمرة في الحفاظ على الاستقرار إلى ما شاء الله. وكل ما يمكن أن يقال خلاف ذلك يدخل في إطار تمنيات البعض»، واعداً  «باستمرار العمل مستقبلاً لحل كل المشكلات التي تواجه البلاد، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً»، لان “النجيب اختار رئاسة الحكومة وهو يعرف جيداً حجم المشاكل التي تواجهها”.
اما الحل الذي يبدو أن ميقاتي سيلجأ إليه ولو مؤقتاً مع انطلاق البحث في مشروع الموازنة، المتضمن بند تمويل المحكمة، فهو تأجيل البحث في هذا البند إلى كانون الأول المقبل عله ينجح في التوصل مع حزب الله إلى تسوية تضمن حلاً وسطأً تقي “النجيب” الوقوع في فخ تهديداته واللجوء إلى الاستقالة، وخصوصاً ان  حزب الله، عبر من خلال نائب امينه العام، نعيم قاسم عن موقف واضح بأن التصويت داخل مجلس الوزراء وحده سيكون حلاً له في حال العجز عن اتفاق. وهو تصويت على الارجح سيكون لصالح خيار الحزب على الرغم من ان ميقاتي ووزرائه إلى جانب وزراء سليمان والزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط سيصوتون لصالح خيار التمويل.