- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الانتخابات الأميركية: ثورة في استطلاعات الرأي

هارولد هيمان
خلقت المناظرة بين باراك أوباما وميت رومني في الثالث من هذا الشهر مفاجأة كبرى لدى خبراء مؤسسات الاستطلاع وخبراءها. كيف أمكن للرئيس المنتهية ولايته الانزلاق بحيث يصبح مستوى نسبة مؤيديه أقل من نسب مؤيدي رومني بعد مناظرة واحدة فقط؟ لقد احتلت هذه الظاهرة فضاء البحث الاستطلاعي وغطت على المناظرة بين بايدن وريان التي دارت في ١٢ تشرين الأول/أوكتوبر قبل يومين. وقد أكدت لي مؤسسة الاستطلاعات «بيو» (Pew) أن نتيجة مناظرة ٣ الشهر أثرت على كافة الاستطلاعات اللاحقة وهو بحد ذاته أمر غريب غريب جدا.
ولا يتردد البعض من وصف «انهيار أوباما» بين ٣ و١٢ الشهر بأنه «تاريخي» بالنسبة لعلم استطلاعات الرأي: مناظرة واحدة قلبت الموازين، ويتفق الجميع على أن هذا لم يحصل البتة في السابق، إذ أن التغييرات التي تعقب المناظرات تتأرجح بين ٢ و ٥ في المئة بشكل عام.
وقد انعكست هذه المفاجأة على نوعية الأسئلة التي وجهت للمُستَطلعين: من من المرشحين يستطيع تخفيض العجز؟ أو قول الحقيقة؟ أو استنباط أفكار جديدة؟ أو العمل مع المعارضة؟ أو مساعدة الأميركيين؟
وقد جاءت كل الإجابات لصالح رومني وفي بعض الأحيان تجاوز أوباما بشكل بارز.
السؤال الدراماتيكي كان «لمن سوف توصت اليوم؟». وقد جاءت الإجابات لصالح رومني بفارق بسيط جداً.
بالطبع علينا أن نرى ما يكن أن يفعله رومني في «الولايات المترددة» (swing States) حيث نسبة السكان مرتفعة جداً والتي يجب الفوز فيها بفارق يتراوح بين ٣ و٦ في المئة لضمان الفوز النهائي. وحتى في هذه الولايات فإن الأرقام التي سجلها أوباما ليست استثنائية ولا تنم عن قوة.
يمكن، وهذا استنتاج شخصي، أن يعيد أوباما ويعدل الموازين لصالح بسرعة وبشكل مفاجئ ودراماتيك كما حصل له عندما هوت شعبيته. ما يمكن استخلاصه من كل هذا هو أن ميت رومني بات معروفاً من الشعب الأميركي. وقد كسب شعبيته لأنه حطم «رمزاً» (أوباما) وتحطيم الموز يكسب شعبية.

Harold Hyman