- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فوتبول وبايسبول ومناظرات …

نجاة شرف الدين

مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية في السادس من نوفمبر المقبل ، تعيش الولايات المتحدة الأميركية حمى المناظرات التلفزيونية ، والتي يبدو أن تأثيرها هذه المرة بدأ يتزايد في إستطلاعات الرأي ، ليحدث فارقا كان لافتا ، في مناظرة الرئيس باراك أوباما ومنافسه المرشح الجمهوري ميت رومني .
فبعدما فشل أوباما وباعترافه شخصيا في مناظرته الأولى مع رومني بقوله ” كانت ليلتي سيئة ورومني كان لديه ليلة جيدة ” ، حاول نائب رئيسه جو بايدن أن يعوض هذه الخسارة ، التي إنعكست إحباطا لدى الجمهور الديمقراطي ، من خلال المناظرة مع منافسه لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري بول رايان ، إلا أن مجهوده لم يثمر بشكل كلي ، فجاءت النتيجة متعادلة نسبيا  ، رغم الانتقاد الشديد الذي لقيه في الشكل ، بسبب إبتساماته المتكررة خلال المناظرة ، ومن دون سبب في بعض الأحيان ، محاولا الإيحاء بالإستخفاف بجدية كلام منافسه رايان .

هذه المناظرة بين مرشحي نائب الرئيس ، تبعها نقاشات وتحاليل حول كل تفاصيل ما جرى فيها من خلال وسائل الإعلام الأميركية،  التي أجمعت على إعتبار أنها إستمدت أهميتها ، لإنها جاءت بعد مناظرة  أوباما رومني،  وبالتالي فالديمقراطيون كانوا بحاجة لقوة دفع كانوا فقدوها بعد المناظرة الرئاسية وأيضاً الجمهوريون كانوا بحاجة لإثبات موقع رايان الجديد مقابل منافسه ذو التاريخ العريق في المناظرات والسياسة ، وذهبت التحاليل الى إعتبار أن كلا  من بايدن ورايان ، تمتعا بحضور ومعرفة في الملفات المطروحة ، ولو بشكل متفاوت ، وهنا تراوحت التوقعات بعد المناظرة بين من قال ، أن بايدن تفوق على رايان وخاصة بالملفات الخارجية ومن ذهب الى القول إن رايان أكد حضوره في نادي المرشحين على منصب نائب الرئيس حتى ولو كانت النتيجة التعادل مع بايدن بسبب خبرة الأخير وفارق العمر مع رايان البالغ إثنين وأربعين عاما  ، إلا أن إستطلاعا أجرته محطة CBS مع مستقلين كانت نتائجه مفاجئة حيث أعطوا بايدن 51% مقابل  30% لصالح رايان .
المناظرة التي دامت تسعين دقيقة من دون توقف وتناولت الملفات الخارجية من ليبيا الى إيران مرورا بافغانستان وسوريا ، والملفات الإقتصادية من الضرائب الى الصحة وصولا الى الإجهاض ،حظيت بمتابعة لافتة من الجمهور الأميركي ، الذي ولأول مرة يتابع بإهتمام لافت وقائع مناظرة كان يمكن أن تكون هامشية كونها لموقع ثاني لا يحدث عادة أي فارق ،  لولا تأثر الرأي العام بأداء رومني مع منافسه أوباما وتقليص الفارق بينهما في إستطلاعات الرأي بعد المناظرة الأولى .
يمضي الجمهور الأميركي معظم أوقاته هذه الأيام بين ألفوتبول ، البايسبول ، والمناظرات الإنتخابية الرئاسية ، والتي يبدو ان حماس مشاهديها وصل الى أرقام قياسية . وفي الإنتظار ثلاثة أسابيع ومناظرتين رئاسيتين ، الأولى الثلاثاء في السادس عشر من الجاري والثانية عشية الإقتراع ، فهل سينجح أوباما بإعادة الأمل الى الديمقراطيين ويتجاوز ليلته السيئة الأولى مع رومني ؟ أم سيقطع رومني الأمل على أوباما إذا ما نجح مرة جديدة وحظي بليلة سعيدة ثانية ؟