- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا والعرب والعيد

نقطة على السطر
بسّام الطيارة
الحرب في سوريا لا تغطي إلا على جزء من أخبار العالم العربي.
لذلك أسباب متعددة.
أولها كون مصائب العالم العربي من الخليج إلى المحيط مرتبطة بعضها ببعض، بغض النظر عن نقاط التفاعل أو بؤر الانفجار، رغم أن الظاهر لا يشير إلى هذا الترابط.
في الخليج لا يغيب يوم إلا وتأتينا أخبار مظاهرة تقمع أو برلمان يُحل أو تصريح حربي. في اليمن المشرقي حرب يومية بين تنظيم القاعدة والنظام «الجديد» القتلى بالعشرات وهجمات الطائرات الأميركية لا تتوقف. في المملكة  السعودية رغم الرقابة على الصحافة والأنترنيت فإن التحرك والاحتجاجات في المناطق الشرقية شبه يومية، وتتابع التحذيرات وتوقيفات للنشطاء. البحرين تتهم إيران بتحريك مواطنيها الشيعة والإمارات ترى في أي تحرك خطر الإخوان المسلمين. في العراق توقفت الوكالات عن إحصاء عدد ضحايا التفجيرات الإرهابية. أما قطر فقد انتقلت إلى ملعب «سان جيرمان» الباريسي وبقيت خزنتها فقط على ضفاف الخليج بينما قلبها وروحها يحومان فوق الضاحية الباريسية ومعرة النعمان ومنطقة مصراتة.
على ضفاف المحيط يقف المغرب وهو ينظر بعيداً وكأنه غير معني بأي من بؤرات التوتر في الساحل القريب، رغم اتفاق العديدين على أنه «المرتع المقبل لتحرك التنظيمات الجهادية»، بالطبع الوضع الاجتماعي المزدري يؤهب لتداخل الجهادية بالمطالب الاجتماعية. الجزائر أيضاً لا يريد أن ينظر نحو حدوده الصحراوية حيث يعيث تنظيم القاعدة إرهاباً في منطقة تبلغ مساحتها نصف مساحة أوروبا. لا يريد أن يرى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بات مسيطراً على أراضي مساحتها ضعف مساحة أفغانستان. ولا يريد أن يعترف بأن أي قوة أفريقية لا يمكنها ان تتحرك من دون مساعدة عسكرية جزائرية.
بين الخليج والمحيط دول «الربيع العربي» حيث علامات الاستفهام تحوم فوق أفق مظلم: في ليبيا باتت «القوى الثورية» خطراً يهدد النظام الجديد. في تونس تختبئ القوى الظلامية في طيات الحكم الجديد. في مصر تطرد المدارس السافرات والمجتمع زاد انقساماً على انقسام.
في قلب المنطقة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج ضاعت فلسطين بين غزة والضفة تحكمها حكومتان متنافرتان تنظران إلى المستعمرات وكأنها تحصل على سطح المريخ بينما عدد المستوطنين يتصاعد نحو هدف معلن «مليون مستوطن». في الأردن انفصام على كافة المستويات. الشعب يعيش انفصاماً بين الإسلاميين والعلمانيين، بين الفلسطينيين والبدو الأردنيين، بين مويدي الغرب وبين من ينظر بريبة إلى القوات الأميركية على الحدود السورية. في لبنان ما زالت اللعبة دائرة بين الطوائف إلى جانب لعبة جديدة اسمها «مع أو ضد بشار» حلت محل اللعبة السابقة «مع أو ضد المقاومة».
أمام هكذا مشهد لا يوجد عتب سوري على الرأي العام العربي. المواطن السوري يعدُ القذائف فوق رأسه ويحصي عدد القتلى في المدن والقرى الدساكر ويحاول إحصاء عدد  تيارات المعارضة.
المعذرة من الشعب السوري أخباره لا تغطي على أخبار العرب.
هذا هو عالمنا العربي اليوم.
ها هو العيد مقبل ككل سنة متعجباً من الأحوال التي يصادفها عند كل عودة.