- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب أهلية في لبنان

نقطة على السطر
بسّام الطيارة
يعيش لبنان منذ فترة حرب أهلية يرفض مواطنوه أن يشيروا إليها أو يتحدثوا بها، رغم أنهم لا يتركون نعتاً لا يصفون به «الأخر».
فكفى الغوص في الرمال وسياسة النعامة.
نصف لبنان مع سوريا والنصف الأخر ضد سوريا.
نصف لبنان مع «المقاومة» والنصف الآخر لا يريدها بل يريد … مقاومة.
نصف لبنان يرحب بالـ«يونيفيل» والنصف الآخر يبغضها.
نصف لبنان يرى نفسه «غربي الهوى» والنصف الآخر يرى نفسه «ممانعة».
نصف صحافة لبنان مع هذا والنصف الآخر مع ذاك.
ما العمل؟
في الواقع يلزم لبنان «مَطهَراً» (Purgatoire) كمرحلة تنقلهم من «جحيم» واقعهم الحالي إلى «جنة» دولة مستقيمة.
مطهر ليس للشعب المسكين الذي يدفع ثمنآً غالياً من دمه ومن مستقبله ومسنقبل أولاده، مطهر ليس للبنان الأرز.. ولا الأرض (التي يسرقها المتنفذين) .. ولا السماء (التي تتقاطع فيها طائرات ميليارديرية لبنان).. ولا الأجواء اللبنانية (التي ترتع وتمرح فيها طائرات إسرائيل وطائرات أخرى صبورة) ..ولا الرصيف (ولو أنه مليء بالحفر)  ولا الأنهار الملوثة… ولا الشواطئ المفتوحة (للسباحة بين الأوساح وقناني الزجاج المكسورة) ولا الشواطئ المغلقة (أمام حاملي الهوية اللبنانية)…
المطهر بات ضرورة لازمة للطاقم الحاكم الوارث والموَرِث واضع اليد على مقتدرات الدولة اللبنانية أبا عن جد أكان في الحكم أم في المعارضة.
كلهم سواسية يلعبون لعبة الخارج السوري ضد الغربي والقطري، السعودي والتركي  ضد الإيراني الأميركي ضد الممانعة…
هؤلاء كل همهم الكراسي فقط الكرسي كرسي الحكم وما يؤمنه من مكاسب مباشرة (دولار دولار) أكان في المرفأ التجاري أم في المرفأ السياحي. أما المكاسب غير المباشرة هي استزلام المواطنين ليبقوا خرفان عيدهم وخرفان زعلهم وخرفان حروبهم.
الخرفان بقمصان سود أو بقمصان زرقاء أو برتقالية مع زوبعة أومع آية قرآنية يبقون خرفان تنتظرها سكين المستقبل القاتم.