- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: اليمين المتطرف يحتل مسجد «بواتيه»

احتل حوالي ٧٠ ناشطاً ينتمون إلى «مجموعة الهوية» (Bloc identitaire) من اليمين المتطرف لبضع ساعات ورشة مسجد قيد البناء في «بواتييه» (Poitiers ) وسط فرنسا. وجاء ذلك بعد تظاهرة وصفتها الحكومة بأنها «تحريض على الحقد».
وبالفعل اجتاحت المجموعة في وقت مبكر من صباح السبت ورشة البناء ورفعوا على السطح لافتة كتب عليها «المجموعة الهوية». وكانوا قد كتبوا على موقعهم الالكتروني «منذ بناء المسجد الكبير في بواتييه، ومجموعة الهوية تدعو الى استعادة ما تم الاستيلاء عليه». وفي عودة إلى «التاريح القديم» أضافوا «تذكيراً» بأنه قبل ١٣٠٠ عام تقريباً، «كان «شارل مارتل» (Charles Martel) يعتقل العرب في بواتييه». وظهرا وافق المتظاهرون على مغادرة المكان بعد أن حاصرتهم الشرطة. وأعلن مساعد رئيس دائرة الشرطة «رشيد قاسي» لوكالة الأنباء الفرنسية ظهر الأحد «إنهم يغادرون، رئيس الدائرة تفاوض معهم».
وفي اتصال هاتفي، اكد المتحدث باسم الناشطين من اليمين المتطرف «داميان ريو» (Damien Rio) ان اعضاء مجموعته يتوجهون «بهدوء نحو المخرج بعد التفاوض». إلا أن «برس نت» علمت بأن الشرطة أوقفت ثلاثة من منظمين المسيرة ووجهت لهم مجموعة اتهامات بناء على توجيهات المدعي العام ومنها «الحض على الكراهية، وتدمير أملاك الغير والسرقة» بعد أن تبين أنهم استعملوا مجموعة من سجادات الصلى افرشها على السطح وإشعال النار ببعض ممنلكات الجامع.
وقد ندد وزير الداخلية الفرنسي »مانويل فالس»  في بيان تحرك المجموعة ووصفها بأنها «تحريض على الحقد غير مقبول»، مؤكدا ان «الدولة ستمارس اكبر قدر من الحسم لمواجهة التظاهرات التي لا تنم عن التسامح وتخرق المعاهدة الاجتماعيةس.وفي وقت سابق، دان رئيس المرصد ضد مناهضة الاسلام في المجلس الفرنسي للديانة المسلمة «عبد الله زكري» عرض القوة هذا الذي قام به متطرفون اتوا من كل فرنسا للحض على الحقد ضد الاسلام مرة أخرى.
وقد ندد عدد كبيرو من السياسيين بما حصل وعلى رأسهم رئيس الوزراء «جان مارك إيرو» الذي وصف ما حصل بأنه «اعتداء على الجمهورية وقيمها» وشدد على أن العلمانية تعني «حرية المعتقد».
وقد طالب «هارلم ديزير» (Harlem Désir) سكرتير عام الحزب الاشتراكي الحاكم بـ«حل هذا التنظيم» وأيده الحزب الشيوعي في هذا الطلب. وكذلك كان موقف الحزب الراديكالي الذي يرأسه الويزر السابق الذي استقال من حكومة ساركوزي الأخيرة.
بالطبع لم يحرك اليمين ساكناً للتنديد بهذا الحدث إذ أن حزب «تجمع الأكثرية الشعبية» (UMP) هو على أبواب انتخابات داخلية حيث التنافس على أشده بين الجناج اليميني الذي يرأسه «جان فرنسوا كوبيه» (Jean françois Copé) ذو المواقف المتطرف اليمينية وبين رئيس الوزراء السابق «فرانسوا فييون» (françois Fillon) الذي يدعو إلى العودة نحو دغولية وسطية بعيدة عن اليمين المتطرف.