قال الجيش اللبناني إن البلاد تمر بوقت حرج، بعد اغتيال المسؤول الأمني الكبير اللواء وسام الحسن، والذي أدى إلى تفجر احتجاجات عنيفة في شتى أنحاء البلاد.
ودعا الجيش اللبناني في بيان كل الزعماء السياسيين لـ”توخي الحذر عندما يعبرون عن مواقفهم وآرائهم”، مضيفا أنه سيتخذ “اجراءات حازمة للحيلولة دون وقوع فوضى في المناطق شديدة التوتر”.
وكانت اندلعت أعمال عنف في وسط بيروت الأحد عندما حاول محتجون اقتحام مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد جنازة الحسن، الذي يحمّلون سوريا مسؤولية مقتله. وشدد الجيش على ان “امن الوطن خط أحمر”.
وقال الجيش في بيان “إن قيادة الجيش كانت حريصة منذ اللحظات الأولى لوقوع الجريمة على ترك المواطنين يعبرون عن الفجيعة التي ألمت بهم والتظاهر وفق ما تقتضيه المناسبة من احترام للحدث الجلل، لكن من دون المساس بالأمن والسلم الأهلي. إلا أن التطورات التي حصلت في الساعات الأخيرة أثبتت بلا شك أن الوطن يمر بلحظات مصيرية حرجة وأن نسبة الاحتقان في بعض المناطق ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة.”
وناشدت القيادة في البيان “جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي لأن مصير الوطن على المحك وهي إذ تترك أمر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي”.
ودعا البيان جميع المواطنين “على تنوع انتماءاتهم في مختلف المناطق اللبنانية إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب وعدم ترك الانفعالات تتحكم بالوضع والمبادرة إلى إخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة.”
وكان مسلحون نزلوا الى شوارع العاصمة اللبنانية بيروت وبلدات اخرى وأقاموا متاريس واحرقوا اطارات لقطع الطرق الرئيسية. وقتل أربعة اشخاص على الاقل خلال اشتباكات في مدينة طرابلس الشمالية كما جرح خمسة أشخاص في بيروت، الاثنين.
وبينما قال الجيش انه سيترك للسياسيين مهمة التوصل الى حل للازمة التي تفجرت باغتيال الحسن وهو رئيس فرع المعلومات بقوى الامن الداخلي، تعهد بالتصدي لاي انتهاكات امنية والحفاظ على سلامة الوطن.
وقال البيان “تشدد قيادة الجيش على أن الأمن خط أحمر فعلا لا قولا وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الأملاك العامة والخاصة وتشير إلى أنها باشرت اتصالات رفيعة المستوى مع جميع المعنيين وهي تتعامل مع الوضع الأمني بالحكمة وليس بالتراضي مع إدراكها التام دقة الموقف والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين وستكون لها تدابير حازمة لا سيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة وذلك منعا لتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ولمنع استغلال اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتحويله فرصة لاغتيال الوطن بأسره.”