- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عيد فلسطين … من الأسر إلى الحرية

فلسطين- فادي هاني
كانت الخامسة فجراً، عندما شقشق النهار قبل إطلالة شمس الفجر، لكن شمس الحرية هي التي كانت هناك، وعلى بوابة سجن كيتسيعوت في النقب، دبت الحركة وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بوصول الحافلات التي ستقل الدفعة الأولى من الأسرى المفرج عنهم ضمن الصفقة، وسيارات الصليب الأحمر كذلك الحال، بينما كان التوتر سيد الموقف.
المرحلة الاولى من تنفيذ صفقة التبادل بدأت في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، حيث تم نقل 96 أسيراً فلسطينياً من سجن كتسيعوت في النقب الى سجن عوفر، وهم الذين سيسمح لهم بالعودة الى الضفة الغربية.
فيما نقل 334 أسيراً في ثلاث قوافل الى معبر كرم أبو سالم في طريقهم إلى الأراضي المصرية، حيث تم استقبالهم من قبل قيادة حركة حماس.
قبل ذلك غادرت قافلة تحمل 27 أسيرة فلسطينية و16 أسيراً من القدس و3 من فلسطينيي 48، وتم كذلك نقل 4 أسيرات إلى معبر كرم أبو سالم ونقل أسير واحد من سكان بقعاتا في هضبة الجولان إلى مخفر الشرطة في كاتصرين.
وصولاً إلى معبر “بيتونيا” قرب رام الله، تجمع الآلاف من أهالي الأسرى، والمواطنين الفلسطينيين، وقادة الفصائل الفلسطينية، وغيرهم الكثير، رافعين الأعلام الفلسطينية، وأعلام الفصائل، خصوصاً حركة حماس، وهو ما كان لافتا في الضفة الغربية منذ الانقسام الفلسطيني في العام 2007.
لكن مشهد الفرحة تغير بشكل مفاجئ، إثر تغيير إسرائيل للخطة المتفق عليها، حيث كانت البداية بمنع ممثلي الصليب الأحمر من الدخول لفحص أسماء المعتقلين كما اعتيد في صفقات التبادل، بينما لم يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من معبر بيتونيا، بل تم نقلهم عبر معبر “رافات” إلى مقر الرئاسة الفلسطينية “المقاطعة” مباشرة، وهو ما أثار سخط الأهالي، وفجر الموقف بمحاولة ازالة السياج عند بوابة المعسكر الاسرائيلي، ليتطور إلى مواجهات بالحجارة من طرف الفلسطينيين، والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، والمياه العادمة من قبل قوات الاحتلال.
في مقر الرئاسة، كان لافتا وجود الرئيس محمود عباس إلى جانب قادة حركة حماس، وقيادات من السلطة الفلسطينية وبقية فصائل العمل الوطني، لاستقبال الأسرى العائدين إلى بيوتهم في الضفة الغربية، في حين تجمع الآلاف من المواطنين القادمين من مختلف المحافظات الفلسطينية لاستقبال الأسرى المفرج عنهم.
الرئيس محمود عباس هنأ الأسرى الواصلين بالتحرر من السجون الإسرائيلية، وكشف عن إتفاق مع الحكومة الإسرائيلية يقضي بالإفراج عن دفعة مماثلة من الأسرى بعد أن تنتهي هذه الصفقة، مشدداً على أن قضية الأسرى لا بد أن تكون على رأس أولويات المفاوضات القادمة مع اسرائيل، والتي ستبنى على أساس دولة على حدود 67 والوقف الكامل للاستيطان.
وتطرق الرئيس عباس لملف المصالحة الفلسطينية، متمنياً للمصالحة الوطنية أن تتم، وتوجه للأسرى المفرج عنهم بالقول: “إن المصالحة بدأت من عندكم من السجون، من وثيقة العمل الوطني، وأنتم قدتم المصالحة حتى وصلت الى ما وصلت اليه وستنجز بإذن الله”.
أما الأسرى المفرج عنهم، فعند وصولهم الى مقر المقاطعة في رام الله، زاروا قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات، وشكروا فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس على هذه الصفقة، متمنين لبقية إخوانهم في الأسر الإفراج السريع والخروج إلى الحرية.
اما في قطاع غزة فقد لقي الأسرى الفلسطينيون المحررون استقبالا رسميا وشعبيا حافلا، حيث كان في استقبالهم على معبر رفح رئيس الحكومة المقالة، اسماعيل هنية، وعدد من قيادات حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية.
وذكر مراسل وكالة “فرانس برس” ان حافلات عدة تقل الاسرى وتتقدمهم سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر وكذلك سيارات تقل مقاتلين من كتائب القسام، دخلت من الاراضي المصرية الى الجانب الفلسطيني من المعبر.
واحتشد آلاف من المواطنين في ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة لاستقبال الأسرى، مرددين هتافات تدعم المقاومة الفلسطينية، وتدعو إلى العمل على “تبييض” السجون الإسرائيلية من الأسرى.