واشنطن – نجاة شرف الدين
حضرت إسرائيل وغابت فلسطين
إنتهت الجولة الثالثة والأخيرة من المناظرات بين مرشحي الرئاسة الأميركية ، باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي ، وميت رومني عن الحزب الجمهوري ، والتي خصصت لنقاش السياسة الخارجية ، بتسجيل أوباما نقطة ثانية لصالحه مقابل منافسه رومني ، وقد أظهر إستطلاع أولي أجرته محطة CNN مباشرة بعد المناظرة حصول أوباما على 48 % مقابل 40 % لرومني .
وعلى الرغم من عدم إهتمام الرأي العام الأميركي لملف السياسة الخارجية في خيارهم الإنتخابي ، حيث أظهر إستطلاع للرأي أن 4 بالمئة فقط تهمهم السياسة الخارجية مقارنة مع 58 بالمئة بالملف الإقتصادي ، فإن المناظرة الأخيرة والتي أدارها الإعلامي ” بوب شيفر ” من محطة CBS والمتابع للمناظرات منذ العام 72 , برزت أهميتها من خلال التعادل الذي حصل بين المتنافسين في المناظرتين السابقتين ، حيث كسب المعركة الأولى رومني متفوقا على أوباما في الحضور والأداء ، وخسر المعركة الثانية في المناظرة الثانية والتي خصصت للاقتصاد ، وجاءت المناظرة الأخيرة لتحدد الرابح ، من خلال الأداء والتعابير المستخدمة للطرفين ، وهو ما كان كافيا لجذب المشاهدين ، ولا سيما المستقلين أو المترددين ، لإختيار رئيسهم المقبل .
الجولة الثالثة والتي جرت في فلوريدا ، تناولت ملفات الشرق الأوسط بدأ من ليبيا مرورا بأفغانستان وصولا الى الربيع العربي وسوريا وصعود الإسلام السياسي الى إيران واملف النووي واختتمت في الصين ، وهي شكلت لحظة هامة بالنسبة لأوباما وبدا حاضرا وواثقا من ملفاته مقابل رومني الذي بدا أشبه بأوباما في مناظرته الأولى التي خسر فيها ، وبدا كمن يوافق في معظم الأحيان في الرؤية بالنسبة للسياسة الخارجية ، وكان يحاول أن ينتقل من السياسة الخارجية الى الإقتصاد عند أي فرصة ، فيما كان أوباما في موقع المهاجم والمنتقد لطروحات رومني السياسية والإقتصادية .
في أي حال ، فإن التحاليل التي أعقبت المناظرة أجمعت على إعتبار أن أوباما تفوق بأدائه وحضوره على رومني ،كما رأى معظمهم أن أوباما ربح معركته على رومني ، معتبرين أنه في رؤيته لمواجهة القاعدة والإرهاب ، كان مقنعا ، كما في موضوع عدم التدخل المباشر أو التورط في سوريا ، وهو ما وافق عليه رومني ، مع التأكيد على دعم المعارضة والتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي .
ساعة ونصف الساعة تواجه خلالها أوباما ورومني حول ملفات المنطقة ، وكان أوباما أول من ذكر إسرائيل في حديثه مبديا حرصه عليها ، وهو كرر موقفه هذا في أكثر من محطة ، مؤكدا على مساندته لها حتى وإن قامت بمهاجمة إيران ، مع الإشارة الى قوله ” طالما أنا رئيس للولايات المتحدة الأميركية ، فإن إيران لن يكون لديها سلاح نووي ” .
ثلاث مناظرات رئاسية شهدها الجمهور الأميركي ، ومناظرة رابعة بين نائبي الرئيس ، ما يعني ست ساعات ، وساعات لا بل أيام عدة من النقاشات في كافة وسائل الإعلام حول النقاط المطروحة السياسية والاقتصادية ، وفي كل هذه النقاشات ، غابت فلسطين عن المناظرات ، فهي لم تشكل محورا في المناظرة الأخيرة المخصصة للسياسة الخارجية رغم تعهد الرئيس في ولايته الأولى بالعمل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط ، وقيام دولة فلسطين تعيش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل .
اللحظة إنتخابية بامتياز ، وهي كما قال بوب شيفر في ختام المناظرة ” go vote” أي إذهب وإنتخب ، وفلسطين لن تكون يوما ناخبا في أميركا، طالما الناخب ” إسرائيل ” …