رفض الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، تقسيم شعب بلاده بين أشرار واخيار، معتبراً أن الأهداف التي قامت من أجلها الثورة في تونس ما زالت بعيدة المنال.
وقال المرزوقي في كلمة ألقاها، الثلاثاء، بمناسبة افتتاح جلسة إستثنائية للمجلس الوطني التأسيسي عُقدت بمناسبة مرور عام على أول إنتخابات تعرفها تونس بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، إن”التخوين والشيطنة لأي طرف كان، والتحريض والقدح في الأشخاص هي من أكبر عوامل الإحتقان في تونس اليوم”.
وفي هذا السياق، شدد على ضرورة “رفض تقسيم التونسيين إلى أشرار وأخيار، مفسدين ومصلحين، ثوريين ورجعيين، علمانيين وإسلاميين، حداثيين وسلفيين، أي تقسيم الى تونسيين من درجة أولى وتونسيين من درجة ثانية”، قائلاً إن “مصلحة الوطن تقتضي في هذا الظرف الدقيق وقف إطلاق النار الإعلامية بين الأطراف السياسية”، كما “تقتضي صدمة إيجابية وإنطلاقة جديدة”.
ودعا إلى العمل من أجل تحقيق أوسع نطاق ممكن من التوافق وتفعيل الهيئات المستقلة الثلاث للإنتخابات والقضاء والإعلام، وإلى صياغة القانون المنظم للإنتخابات التشريعية والرئاسية قبل دخول الصيف والإنتهاء من إعداد دستور لدولة مدنية يسودها نظام سياسي تعددي في الذكرى الثانية للثورة.
من جهته، حذر رئيس الحكومة التونسية المؤقت حمادي الجبالي من أن تأخير موعد الإنتخابات لأي سبب من الأسباب “سيعرض البلاد إلى منزلقات قد لا تحمد عقباها”.
ودعا في كلمته المجلس الوطني التأسيسي إلى “تحمل مسؤولياته التاريخية في تجنيب البلاد المزيد من التأزم”، وقال “إن بلادنا تمر بمنعرج حاسم يقتضي منا جميعا الإرتقاء إلى مستوى آمال شعبنا في تحقيق أهداف الثورة”.
وتحدث رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، بدوره، فأعرب عن ثقته بقدرة القوى الحية على التغلب في النهاية على كل الخلافات بفضل ما تحدوها من إرادة خيرة للإصلاح، مؤكداً أن تونس بحاجة إلى إنطلاقة جديدة “لا يمكن أن تتحقق إلا بتحقيق الأمن والإستقرار ورفع العراقيل التي تكبل طاقات الإستثمار”.