- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مشكلتنا مع سلطة المال وليس المجتمع

علا الشيخ*

جميلة هي الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعو الى انتفاضة المرأة العربية وتحريرها، تثلج الصدر عندما تسمع آراءهن حول عقولهن واجسادهن، ومدى محاولة كسر القيود التي تحيط بالمرأة من كل صوب وجانب.
لكن ما لفت انتباهي حقا أن هناك تغييبا لحقيقة حال المرأة العربية وكيفية بسط سلطتها التي تؤدي الى التغيير.
كثيرون يعتقدون أن القصة اجتماعية لها علاقة بفرض الرجل سلطته على المرأة لأنه الذي لا يعيبه شيئ، وهذه الكذبة استمرت عقودا حتى بتنا نصدقها.
لكن الحقيقة حسب متابعاتي وقربي من حكايات لفتيات مضطهدات من قبل ذويهن ليس في منظومة المجتمع بل هي بمنظومة المال ومن يمتلكه.
نعم لغة المال هي التي جعلت من الرجل متسلطا ومتحكما وآمرا وناهيا، هي التي جعلته يعتقد ان ذكورته تزيد من قوة جيبه.
لنعد الى الوراء قليلا…
في الوطن العربي ومنذ كانت الخيمة هي البيت… كانت المرأة منتجة طوال حياتها، فهي التي تحلب الغنم وتغزل النسيج وتحضر كافة أنواع الأجبان والالبان والجميد، الى هنا يتوقف دورها ليأتي الزوج أو الابن حاملا معه ما انتجت يد الاناث في داره غاية بيعه، والنقود في جيبه ليس في جيبها، ومن هنا كان على المرأة ان تتذاكى على هذه الآلية، بأن تقرر عدم حلب الغنمة مثلا…
تطور المجتمع، وانتقلت الخيام الى القرى والضواحي والمدن، وظلت المرأة طريقة للرجل (الأب الأخ والزوج) لزيادة الدخل في المنزل، والدليل أن القصة ليست اجتماعية أن في المناطق الفقيرة لم يمانع الرجل بإرسال بناته، زوجته شقيقاته (غير المتعلمات) للعمل في البيوت، أو (المتعلمات) للعمل في وظائف متنوعة، لكن السلطة الذكورية ظلت موجودة في أن راتب نهاية الشهر في جيبه.
يتسلط عليها بطريقة لبسها وطريقة مشيتها وصوتها وكل ما يحوم حولها، حتى فقدت التركيز ان لولا مالها لما ظل سقف المنزل مشيدا.
حسنا…
نعيش اليوم في ثورة الربيع العربي التي خرجت من أجل الكرامة، والمرأة جزء فعالا في هذه الثورة، مع أن كثيرين حاولوا تنحيتها من خلال استخدام الفاظ تحد من كونها كائنا حيا يمشي على الارض.
نعم نحن مع ثورة المرأة لكن ليس على المجتمع هذه المرة، فالمرأة الاوروبية حصلت على مساواتها مع الرجل بعد أن استقلت اقتصاديا منه ودخلت سوق العمل بتحد وثقة.
ذكاء المرأة هذه المرة يجب ان يكون باستقلالها الاقتصادي الذي يتمحور حول (يا ذكر لا مانع لدي من أن اعطيك جزءاً من نقودي لكن هذه المرة اسمح لي اريد أن تكون السلطة بيدي) من هنا يبدأ التغيير

*صحافية وناشطة فلسطينية