- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ما الشروط التي حملها أمير قطر الى غزة؟

بعد خمس سنوات على سيطرة “حماس” على قطاع غزة، أصبح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يوم الثلاثاء أول رئيس دولة يزور القطاع حاملاً معه رزمة مساعدات ومنح مالية، في ما اعتبره مراقبون مؤشرا آخر الى “مطامح قطر الاقليمية لتوسيع دورها في المنطقة”.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في معرض التعليق على زيارة الشيخ حمد انها “أحدث مثال على استخدام قطر ثروتها النفطية والغازية في دعم منظمات اسلامية لتوسيع نفوذها الاقليمي”، مشيرة الى دور قطر في دعم انتفاضات الربيع العربي وتصدرها التحركات الرامية الى عزل الرئيس بشار الأسد في سوريا حيث كانت قطر من اول الدول التي اغلقت سفارتها هناك، وفي اسقاط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

ونقلت الصحيفة عن فلسطينيين اتهامهم امير قطر بالانحياز الى “حماس” الاسلامية ضد حركة “فتح” العلمانية التي تسيطر على السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب في الضفة الغربية، بحسب الصحيفة، علماً أن حركة فتح في صفحتها على فايسبوك صورة أمير قطر مع خط أحمر على وجهه وعبارة “لا اهلا ولا سهلا.  غزة ليست للبيع”.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن عمر شعبان مدير مركز “بال ثنك” للدراسات الاستراتيجية في غزة قوله “انها أموال سياسية وليست اموالا بريئة”. واضاف “ان البعض يعتقد انها ستضر بالمصالحة وتشجع حماس وتحرضها” على عدم التفاهم مع فتح.

ولكن وكالة انباء الامارات “وام” ذكرت في تعليق على الزيارة انها فرصة لترميم العلاقات. وقالت ان من الضروري ان يغتنم الشيخ حمد هذه الفرصة لحث قادة حماس على تحقيق المصالحة المنشودة مع فتح ليعود الفلسطينيون الى حكومة واحدة موحدة يواجهون بها العدوان الاسرائيلي بثقة أكبر.

واضافت الوكالة ان من المهم ان تعمل حركة فتح على تنفيذ المصالحة لا سيما وان الرئيس الفلسطيني رحب رسميا بزيارة الشيخ حمد لغزة ولكن على عباس ايضا ان يغتنم مناسبة الزيارة للتشديد على استئناف عملية المصالحة ليتمكن الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة من التوحد مجددا في ظل حكومة واحدة.

وكان الشيخ حمد سعى في وقت سابق من العام الى دفع جهود المصالحة مستضيفا محادثات عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وفي حين ان المحادثات لم تتكلل بالنجاح في تسوية الخلافات بينهما فانها كانت مؤشرا الى صعود دور قطر كوسيط، كما قالت صحيفة كريستيان ساينس مونتر في حينه. وكتبت الصحيفة ان قطر “تقدم خلطة قوية من المال والفضاء الفندقي والاتصالات، وهي عمليا متخففة من أي سوابق تاريخية مع أي من الطرفين”. واضافت الصحيفة “ان قطر التي تهدف الى تعزيز مكانتها الدولية تنفق ملايين على فواتير اقامة الثوار في الفنادق وبعد توقيع ما يتوصلون اليه من اتفاقيات تبادر قطر الى تدعيم الصفقة بمساعدات للاعمار والإنماء”. واشارت الى ان امير قطر ووزير الخارجية يوظفان جهودا شخصية في بناء علاقات مع مختلف الجهات.

ولاحظت صحيفة كريستيان ساينس مونتر في تعليقها على محادثات عباس ومشعل “انها اسفرت عن نتائج متناقضة ولكن استضافة قطر للمحادثات رفعت مكانتها الدولية وساعدت على ايجاد حلفاء في الغرب، ونالت ثناء العالم كله تقريبا. فالوساطة تثبت كونها طريقة فاعلة، محصنة ضد الفشل، لترويج صورتها”.

وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونتر في تعليق آخر ان تحول قطر من الحياد الى اعتماد اجندة نشيطة يمكن ان يواجه البلد بتحديات في المستقبل: “كانت قطر تعتبر منذ زمن طويل سويسرا الشرق الأوسط ـ بلد صغير محايد، صديق الجميع من ايران الى قيادة القوات الاميركية في الشرق الأوسط التي تستضيف مقرها على اراضيها”.

ولكن بحسب الباحث المختص بسياسة الخليج في كلية لندن للاقتصاد كريستيان كوتنس اولريشسن فان القطريين “أخذوا يفقدون سمعة الحياد، وهم يمارسون لعبة سياسية للغاية، ويمكن ان يعود شبحها لاحقا لمطاردتهم”.