- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“طالبان” لا تزال تخشى الأطفال

العلامة التحذيرية من “طالبان” على مدخل منزل هينا

بعد الطفلة ملالا الباكستانية، التي حاولت حركة “طالبان” اغتيالها، تعرضت صبيّة باكستانية أخرى لإطلاق النار بيد «طالبان» على رأسها، فقط لأنها تصر على تلقي العلم. والآن ترد الأنباء بأن الحركة الأصولية تهدد تلميذة أخرى بالقتل للسبب نفسه.

فبعدما رُوّع العالم بحادثة إطلاق «طالبان» النار على رأس التلميذة الباكستانية ملالا يوسف زاي بسبب إصرارها على التعليم وتشجيعها قريناتها عليه، أصدرت الحركة الأصولية تحذيرا لتلميذة أخرى من أنها تواجه المصير نفسه وللسبب نفسه.

وأوردت الصحافة البريطانية نقلا عن وسائل الإعلام الباكستانية أن التلميذة هينا خان (16 عاما) صدمت بعدما وجدت علامة X باللون الأحمر على باب منزلها في إسلام أباد. واتخذ هذا الرمز بعده المخيف لأن هينا أيضا من دعاة تعليم البنات وتنشط في صفوف الداعيات لصون حقوق الإناث، مثل حال ملالا.

وسارعت اسرة هينا لأزالة الرمز الأحمر، فتلقت والدتها مكالمة هاتفية من شخص مجهول في بيشاور يحذرها من ان ابنتها هي هدف «طالبان» التالي.

وكانت ملالا قد تعرضت لإطلاق النار على رأسها وهي في حافلة مدرسية في التاسع من الشهر الحالي. وكان سبب هذا الهجوم هو ما عرف عنها من تمسكها بالتعليم للبنات. ويكتسب التهديد الجديد في حق هينا ضوءا خاصا لأنها في الأصل من منطقة وادي سوات الباكستانية التي خضعت بأكملها لحكم طالبان في الفترة من 2007 إلى 2009.

وكانت إرهاصات هذا الوضع وتردي الأحوال المدنية قد حدت بأسرة هذه البنت للانتقال الى إسلام اباد في 2006 خاصة بعدما رفع عدد من أفرادها أصواتهم عالية انتقادا لفظائع الأصوليين. وقالت هينا نفسها لصحيفة «دون» الباكستانية: «رحلت مع اسرتي من سوات لأن الأصوليين كانوا يسعون قبل كل شيء الى حظر تعليم البنات. وجئنا الى الى إسلام اباد لأن هذا متاح فيها».

وأضافت: «لكنني لن استطيع مواصلة دراستي بعد الآن بسبب هذه التهديدات التي وصلت الى عتبة منزلنا هنا. رأينا جميعا ما حدث لملالا يوسف زاي. وها هم الآن يرسمون صليبا أحمر على بابنا ويهددوننا بالهاتف. صرنا بدون أي شعور بالأمان».

وقال والدها راية الله خان: «قبل ايام قليل كنت على وشك الخروج من الدار عندما رأيت هذا الصليب الأخمر على الباب. فأزلناه ظنا منا ان الأمر من فعل صبية يلهون. لكننا وجدناه مجددا صباح اليوم التالي، فتملكني الهلع وقتها على أفراد أسرتي وخاصة ابنتي هينا».

وأضاف قوله: «تأكد لنا هذا الأمر بعد مكالمة هاتفية تلقتها والدتها وقيل لها فيها إن ابنتها ستكون هدف طالبان التالي بعد ملالا. ونحن هلعون رغم اننا ظللنا نتلقى مختلف التهديدات على مدى سنوات لأن زوجتي من دعاة تعليم البنات وتشغل نفسها كثيرا بالحديث الى الأمهات عن ضرورته لبناتهن».

يذكر أن هينا نفسها استرعت انتباه «طالبان» في 2008 بعدما تحدثت، وهي في الثانية عشرة من عمرها، في مؤتمر صحافي وشكت فيه من مهاجمة طالبان منازل الأسر الداعية لتعليم البنات بالقنابل.

والنتيجة الآن هي أن والدة هينا منعت أطفالها – وهم خمسة بينهم ثلاث بنات – من التوجه للمدرسة وتولي امر تعليمهم داخل المنزل. ويقول راية الله خان: «صرنا رهائن داخل دارنا. فلتوفر الدولة حمايتها لنا ولكل الأسر في وضعنا هذا، وإلا فما العمل»؟