- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السفير اللبناني: يوجد خوف حقيقي من أن يصل الإسلاميون إلى الحكم في سوريا ٣/٣

تتابع «برس نت» نشر شهادة السفير اللبناني بطرس عساكر أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي. (القسم ١ : شهادة السفير والقسم ٢: بعد الأردن سقوط الملكية في السعودية )

… الوضع في سوريا:

ردا على سؤال للنائبة ديريو حول ما إذا كان يوجد أمل للأزمة في سوريا بعد الانتخابات الأميركية؟
قال سفير لبنان عساكر «بالنسبة للأزمة السورية، فإن احساسي الخاص هو أنها سوف تستمر طويلاً». وتابع «إن النظام يمتلك دعم قوي ليس فقط داخل الطائفة العلوية، ولكن أيضاً لدى المسيحيين والإسماعيليين والدروز، وحتى لدى قسم من البرجوازية السنية».
وأضاف عساكر «كما أن المعارضة ما زالت منقسمة بين المعارضة في الداخل والمعارضة في الخارج وكذلك بين مختلف تياراتها». ثم فسر السفير هذه الحالة عبر مجموعة أسئلة طرحها وبدأها بالمعارضة الخارجية متسائلاً «ماذا تمثل؟ هل هي موحدة؟ هل لديها برنامج عمل؟ هل تلعب دوراً أساسياً؟ » ثم انتقل إلى المعارضة الداخلية ليطرح الأسئلة التالية «ممن هي متكونة؟ ثم من تمثل؟  ما هي علاقتها مع المعارضة في الخارج؟ ما هي طبيعة الجيش السوري الحر؟ ما هو وزن المقاتلين الذين أتوا ليس فقط من الدول العربية ولكن من أوروبا أيضاً؟» وأنهى السفير عساكر بالقول «حتى ولو انتصرت المعارضة السورية لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمستقبل هذا البلد». وتابع نحن في الواقع أمام حرب أهلية في سوريا بين المليشيات وبين الجيش النظامي والضحية هم المدنيون. واستطرد أن السؤال الحقيقي هو «إلى متى سوف يستمر المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام هذه الحالة»، من هنا اعتبر عساكر أن «الانتخابات الأميركية لن تغير شيئاً».
ورداً على سؤال حول موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردوغان خصوصاً تجاه الأكراد شرح السفير عساكر بأن أوردوغان «حسب ما يقوله المحللون، أحيى في الفترة الأخيرة طموحات الامبرطورية العثمانية، بعد أن كان قد أطلق ما يسمى ديبلوماسية /صفر مشاكل/ مع جيرانه، ونعرف اليوم إلى أين أدت هذه الاستراتيجية بما أن تركيا تعيش حالة توتر مع كافة جيرانها»، أنهى بالقول «ولكن رغم التوتر مع مع سوريا فإن كون تركيا عضو في الحلف الأطلسي يساهم في تخفيف هذا التوتر ويبعد شبح الحرب مع هذا البلد».
وتسائل الرئيس السابق لمجلس الشيوخ «جيرار لارشيه» (Gérard Larcher) عن إمكانية التوصل إلى اتفاق شبيه باتفاق الطائف في سوريا. وبعد أن تمنى السفير اللبناني النجاح لمهمة البعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أجاب مشدداً على أنه «من دون توافق بين الخمس الكبار» لا لتوجد إمكانية لأي حل في سوريا».
ورداً على سؤال لوزير الدفاع السابق «جان بيار شوفينمان» (Jean-Pierre Chevènement) حول خطر «وصول الجهاديين إلى الحكم في سوريا أو في المملكة العربية السعودية» في ضوء إطالة الحرب خصوصاً وأن مسألة التدخل الخارجي تبدو غير قابلة للتحقيق، أجاب السفير اللبناني: «الجميع يعترف بأن  على بشار الأسد أن يترك الحكم يوماً ما، إلا أن السؤال هو من يحل محله في هذه الظروف». وتسائل عساكر «هل يمكننا توقع رحيل رئيس الدولة الحالي مع المحافظة على الحزب والجيش؟ كيف يمكن ضمان السلام والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وحرية المعتقد وحقوق المرأة؟». وأشار إلى «أن المسيحيين قلقين جداً من الوضع وأنه يوجد خوف حقيقي من أن يصل الإسلاميون إلى الحكم» وشدد على أن الجميع ما زال «يذكر وضع مسيحيي العراق أو مصر» وأنهى «اننا قلقون جدا من مخاطر عدم استقرار المنطقة وانعكاساتها على لبنان». وتابع و«بالتالي يجب توجيه السؤال للقوى الكبرى ماذا تريد»، ثم أردف يجب «سؤال روسيا والصين عن سبب معارضتهما لتدخل عسكري ومفاوضتهما لإيجاد حل يوقف الحرب الأهلية في سوريا» قبل تتجاوز هذه الحرب الحدود وتصيب الدول المجاورة وفي مقدمتها لبنان.
وفي نهاية مداخلته سئل السفير اللبناني عما يمكن لفرنسا أن تقوم به لمساعدة بلاد الأرز فأجاب «إن ذلك يمر عبر دعم سياسة النأي بالنفس ومساعدة الجيش اللبناني». وكشف عساكر أن الحكومة اللبنانية هي بصدد تخصيص مليار و٦٠٠ ألف دولار لشراء معدات جديدة للجيش اللبناني، وأن برنامج المساعدة الأميركي يتضمن مليار دولار مساعدات، وأن مؤتمر المانحين الذي يعتزم رئيس الوزراء نجيب ميقاني الدعوة له هو بهدف دعم الجيش اللبناني.
وفصّلَ عساكر مطالب لبنان «العديدة»  من السلطات الفرنسية بهدف دعم التعاون وتحسين المعدات العسكرية وأعاد التذكير بمسألة «حصول لبنان على حوالي مئة صاروخ» رغم اعترافه بأن «الوقت ليس مناسباً لقبول السلطات الفرنسية تسليمها للبنان».

(غدا شهادة السفير الأردنية في فرنسا دينا قعوار…)