- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرانسوا هولاند مع الاعتراف بالدّولة الفلسطينية

وردة السعدي
بعد الفوز الذّي حقّقه فرانسوا هولاند، يوم الأحد ١٦ تشرين الأوّل/أكتوبر، في الانتخابات التّمهيدية للحزب الاشتراكي، في إطار التّسابق نحو الرّئاسيات الفرنسية، بات التّساؤل حول موقفه تجاه النّزاع الفلسطيني الإسرائيلي ملّحا، فما هو موقفه حقيقةً من القضية الفلسطينية؟
اتّضحت السّياسة الخارجية لمرشّح الحزب الاشتراكي خلال اللّقاءات والحوارات التّي تمّت في الشّهور الأخيرة، وقد اتخذ فرانسوا هولاند مواقف راسخة تجاه العديد من القضايا الدّولية. ففيما يخصّ الشّأن الفلسطيني، أعرب هولاند عن رغبته في أن يكون الاعتراف بالدّولة الفلسطينية من أولويات الدّولة الفرنسية. وخلال زيارة رئيس السّلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الخميس الماضي إلى باريس، صرّح هولاند عقب لقائه مع الرّئيس الفلسطيني بأنّه في حالة فوزه في رئاسيات ٢٠١٢، سيتعهد بتشجيع “مسار من شأنه تحقيق السّلام في الشّرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية والحفاظ على أمن إسرائيل”. وأضاف أنّه يعرف جيّدا محمود عباس وأنّه: “من المهمّ الإبقاء على الرّوابط، ويجب أن يعي الغير بأنّه إذا ما كنّا اليوم إلى جانب المعارضة، فإنّنا نحمل مسؤولية تعهدنا غداً فأقوالنا يجب أن تتبعها أفعالنا”.  وخلال تصريحه، طمأن الإسرائيليين على ضرورة الحفاظ على أمنهم وضمان التّكامل الإقليمي، كما ناقش مع عباس وضعية قطاع غزّة التّي تسيّطر عليها حركة حماس ودعا إلى ضرورة مصالحة فلسطينية داخلية دون أن ينسى إثارة قضية الجندي الإسرائيلي الفرنسي جلعاد شليط الذّي أفرج عنه اليوم.
موقف هولاند ليس غريبا، ففي شهر مارس/آذار من عام ٢٠٠٨، وقبل مباشرة عدوان “الرّصاص المصهور” الذي شهده قطاع غزة، انتقد المرشّح الاشتراكي موقف إسرائيل بشدّة ووصف الدّولة الإسرائيلية،  آنذاك على إذاعة «أوروب 1» الفرنسية، بانتهاجها “القمع الأعمى”. وفي إشارة إلى الموقف العام للحكومة الإسرائيلية التّي كان يترأسها في تلك الفترة إيهود أولمرت، رأى هولاند أنّه “باسم الصّداقة مع إسرائيل يجب أن نطلب منها التّوقف بل يجب أوّلا الضّغط عليها”.
وكان هولاند يساند دائما حقّ وجود دولة إسرائيلية، كما أعرب بوضوح عن مواقفه في الكثير من المناسبات. ففي نوفمبر/تشرين الثّاني عام ٢٠١٠، شارك في تحرير مقالة موقف على موقع صحيفة “لوموند” الفرنسية للتنديد بتصرفات حركة “ب.د.ز” (حركة مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل)، وانضمّ حينها إلى العديد من الشّخصيات اليهودية كبرنارد هنري ليفي وإيفان أتال وميشال بوجناح وفريديرك أنسيل وألان فينكالكراوت. ويعتبر هولاند من السّياسيين القلائل، إلى جانب برتراند دولانوييه وآن هيدالغو وجون ماريه لوغان وإيمانويل فالز، الذّين اتخذوا إجراءات ضدّ تصرفات جمعية دعت لمعاداة إسرائيل علنيا، بعدما استقطبت الجمعية الأنظار الإعلامية.