- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هذه الثورة التي لا تحب الصحافيين

نقطة على السطر
بسّام الطيارة
(الحرية للزميل فداء عيتاني: الصحافي اللبناني الذي كتب عن الثورة ودعم الثورة…الحقيقية التي تلبي تطلعات الشعب السوري)

إن نجح النظام السوري في شيء ما فهو نقل مبادئ قمع الصحافة والرقابة إلى الثوار المناهضين له.
عجبٌ من ثورة تبحث عن اعتراف بها وتقمع الصحافيين.
وعند سؤال أي «معارض في الخارج» عن هذا التوجه الديكتاتوري والمبني على مبادئ طيب الذكر جورج بوش «أن تكون معي أو تكون ضدي»، يأتي الجواب سهلاً «٤٠ سنة قمع تولد هذا النمط»، إذاً… الحق على؟… «بشار بالطبع».
صحيح أن التواصل علم. صحيح أن ممارسة الحرية صعبة في ظل القصف والقتل والتدمير. ولكن على القيمين على الثوار أن يفهموا أن طريقة معاملة الصحافة والصحافيين هي لبنة بناء المجتمع الجديد الذي يسعون لبناءه بدمائهم.
إن إبقاء صفحتهم ناصعة في مجال الحريات (للصحافة وللمعتقد وللكلمة) تساعد في توسيع رقعة الاعتراف بهم في المجتمع الدولي وبالتالي تساعد في زيادة الضغوط «للحصول ما على ما يبغون». واليوم يعرف الجميع أن مبتغى الثورة هو تدخل خارجي يقصر في عمر الحرب الأهلية. وإن لم يكن تدخلاً خارجياً فبعض الأسلحة التي تردع الجيش النظامي مثل صواريخ مضادة للطائرات وما شابه.
تعرف المعارضة بكافة تياراتها في الداخل كما في الخارج أن وجود كتائب السلفيين والجهاديين بين الثوار يمنع تسليح ثقيل للثورة رغم معاناة الشعب السوري من العنف اليومي وانحلال مقومات الدولة السورية.
لا بد أن المعارضة تعرف جيداً أن حرق كنيسة  أو قتل كاهن من قبل الجهاديين لن يغير رأي القوى الكبرى الداعمة لها، لا بل سوف يعطي حججاً للقوى التي ما زالت تساند النظام مثل روسيا والصين. وعليها أن تعرف أن خطف صحافي أو الدعوة لنحر صحافي لا يساعد البتة الثورة على رفع كل العقبات أمام تسليحها ودعمها أو الحصول على اعتراف دولي.
صحيح أن السؤال هو «اعتراف من قبل أي نوع من الدول؟». إذا كان الاعتراف من دول لا «تفقه معنى حرية الصحافة» حيث لا صحافة ولا حرية، يمكننا أن نفهم هذا التكالب على الصحافة والصحافيين وعلى الكنائس والكهنة وذبح العلماء على الهوية.
في هذه الحال، إذا كان البحث فقط عن اعتراف ودعم دول مثل قطر والسعودية، فهذا الاعتراف موجود ومدعوم بحقائب مال وماهيات شهرية للكتائب لتكملة العمل.